كبر مقتا عند الله

كلمة اليوم
ما اروع التربية القرانية التى تعلمنا الا نقول شيئا لانفعله والا ندعى امرا لسنا اهلا له , لا شيء يبغضه الله ويمقته مثل هذه الصفة فى الانسان ان يقول ولا يفعل , كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون , والمقت هو الكره والبغض.
قال علماء التفسير فى سبب نزول قوله تعالى :ياايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون , انها نزلت فى قوم من الانصار قالوا :لو اننا نعلم ايّ الاعمال احب الى الله لفعلناها , وقيل : نزلت فى قوم كانوا يدعون الجهاد وانهم شاركوا فيه ولم يكونوا صادقين فيما ادعوه..وكلمة كبُر مقتا اي عظُم مقتا والمقت هو البغض والكراهية ..
ما احوجنا اليوم الى ان نلتزم بما نقول و والا ندعى شيئا لم نفعله والا نكذب على الله فيما ننسبه لانفسنا من العمل الصالح . ما نفعله لله فهو لله وما نفعله لتحقيق مصالح لنا فى المال او الحكم او النفوذ فهذا ليس لله فاذا ترتب عليه ضرر بالاخرين فنحن اثمون به ومسؤولون , ولاحدود لمسؤولية الانسان عما قام به او تسبب به من معاناة المستضعفين الذين لا ذنب لهم ولا خيار ولا راي , والدعاة والمرشدون والحكماء والعقلاء مسؤولون عما يقولون وهم مؤتمنون على الكلمة الناصحة الامينة الصادقة ..وكل راع مسؤول عن رعيته , فما كان لله فالله يجزى به وما كان لغير الله فالانسان مسؤول عما قال , ان خيرا فخير وان شرا فشر ..لا شيء فى الوجود ليس خاضعا للعدالة الالهية والمعايير الشرعية , ويعذر الصادق فيما يقول ولو اخطأ ولا يعذر غير الصادق الذى يقول ولا يفعل , ويخالف فعله قوله , ويدعى ماليس فيه من الاوصاف والاحوال, ليس العيب الا تفعل ولكن العيب ان تدعى الفعل الذى لم تفعله وان تدعو الناس اليه وتنسى نفسك , ودعاة الاصلاح عليهم ان يكونوا صالحين اولا لكي يكونوا قدوة للاخرين بافعالهم واستقامتهم ونزاهتهم واخلاصهم . وصدق الله العظيم : كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون..

( الزيارات : 1٬732 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *