كلمة ناصحة فى يوم العيد
بالرغم من كل مشاعر اليأس والاحباط فان شعلة الامل لا ينبغى ان تنطفئ ابدا فى قلوبنا ، فى يوم العيد يرتفع الشعار الذى يتردد فى كل مكان :الله اكبر الله اكبر ، لا اله الا الله والله اكبر ، الله اكبر ولله الحمد ..فى صباح يوم العيد لا بد الا ان نرفع شعار الاسلام الموحّد لكل المسلمين ، ادعو كل المسلمين فى كل مكان ، من كل الطوائف الاسلامية والمذاهب المختلفة الى التوافق والحوار والتعايش والتساكن فى ظل الثوابت الاسلامية ، لا عذر لمسلم فيما اجتهد فيه مما يؤدى الى الانقسام والتفرقة والكراهية والصراع الطائفى المذموم فى لهجته والمشبوه فى فكرته وانتمائه ، والذى قاد مجتمعنا الى هذا الواقع المؤلم والمحزن ، لا عذر لأحد اسهم باي جهد قى اراقة دماء الابرياء ، لا اجتهاد يؤدى الى اراقة دماء الابرياء ، القتل محرم فى نظر الاسلام ، والعدوان على الابرياء جريمة فى نظر الاسلام ، والتحريض على العنف والقتل لا يقره الاسلام ، دعوة صادقة فى يوم العيد الى الاحتكام الى الشرع والعقل ومحاولة التوصل الى حلول عادلة وممكنة ومريحة توقف هذا النزيف وتمسك بزمام الامور ، التوافق ليس امرا مستحيلا ، بل هو الخيار الضروري وهو خيار العقلاء والحكماء وهو صيحة ايمانية صادقة فى يوم ترتفع فيه اصوات التكبير فى كل مكان وتكون ابواب السماء مفتوحة لدعوة الخير وهذا هو العمل الصالح الذى يحبه الله .. ما اروع ان ننصت لقول ربنا فى قرأنه والى هدي نبينا فى سنته ، وان نقاوم دعوة الجاهلية وشعارات الانتقام والحقد والدماء ، ليس هذا هو الطريق ، لن نيأس مهما طال ليلنا ، ولن نستسلم لدعوة الجاهلية مهما بلغ بنا الغضب ، التوافق هو الطريق الوحيد والحوار المباشر والصادق هو المنهج الذى يأمرنا به الدين للتوصل الى الصواب والسلام فى اطار مجتمع لا خيار له الا ان يحمي وجوده بوحدته وتكافله ودفاعه عن الانسان حياة وكرامة ..