كيف تتكون الافكار

كلمات مضيئة..كيف تتكون الافكار

مازلت اركز على الانسان المخاطب والمكلف , من هو ذلك الانسان الذى هو خليفة الله فى ارضه , وهو المؤتمن على هذه الارض , هذا الانسان مزود بكل ما يؤهلخ لخذه المهمة التى اكرمه الله بها , وكل ما فى الوجود هو وليد ما يتصوره ذلك الانسان بجواسه الظاهره وبما يملكه من طاقات غير حسية وغير مدرة , وهي التى تجعله قادرا على انتاج المعرفة التى يحتاج اليها , الكون هو ما نتصوره فى اذهاننا عن هذا الكون , لا يعنينا ان كان جوهرا قديما او محدثا , ذلك لا يعنينا لاننا لن نستطيع ان نتصوره , الكون هو ما ندركه نحن , ونحكم عليه من خلال ما ذلك التصور العقلى الذى ينتج افكارنا عن ذلك الكون , العقل يدرك الاشياء من خلال حواسه الظاهرة ومن خلال ما يملكه من قدرات ليست ظاهرة هي القوى الكامنة فيه والتى تجعله يبحث عن كماله بطريقة غريزية من غير تكلف ولا تامل , افكارنا هي وليدة واقعنا الذى نعيشه منذ طفولتنا الاولى , ما عشناه فى الطفولة ينتج ما يلا ئمه من الافكار , عندما يدافع الانسان عن العدالة فانه يستحضر موقفا مشابها فى طفولته من الظلم , سواء معه او مع طفل اخر , وعن طريق ذلك التشابه فى المةاقف ينفعل ويعبر عن العدالة ليعبر بذلك عن رفضه لما كان قد رآه فى تلك الطفولة , انه يستحضر موقفا مششابها وتتكون تلك الفكرة من خلال تلك الذاكرة التى احتضنت قصة مشابهة ما زالت فى اللا وعي مؤثرة فيه , افكارنا هي وليد واقعنا كما عشناه , او رأينا رايناه او سمعناه , هكذا تتكون الافكار فى عقولنا و وعندما نكبر تكبر معنا ونتأثر بها , كل فكرة هي وليدة ذكرى سابقة تظل حبيسة تلك الذاكرة التى تحتضن الكثير مما كنا نعيشه او ننفعل به , عندما نفهم جيدا كيف تنشأ افكارنا نكتشف اثرنا فيما نفكر فيه , ليس المهم ان كان ما نراه موافقا لا فكار من سبقنا او مخالفا , عندما نفكر فسوف نعبر عن تلك الرؤية الداخليه وهي اكثر صدقا مما نقلد غيرنا به , عندما نتامل نفكر فيما عشناه ونستحضر الكثير مما فى الذاكرة  , كل الافكار الانسانية هي وليدة الواقع كما يراه الانسان , مالا يراه لا يتصره ولا يفكر فيه , لا يمكننا ان نطلب من الاعمي ان يصف لنا جمال الانسان وملامحه ولا يمكن لايسمع ان يصف لنا جمال الاصوات والالحان , ولا يمكن لغير جائع ان يصف لنا الم الجوع والحرمان ولا لغير مريض ان يصف لنا معناة المرضى والامهم , الفكر الانسانى هو وليد الانسان , ومن الطبيعى ان يتجدد مع تججد ذلك الانسان , بل يتجدد فى كل يوم باتساع المعرفة والتجربة , مهمة كل جيل ان يتعلم من تجارب الاجيال السابقة لكي لا يعيد اخطاءها , تعلمت من نفسي كما تعلمت من غيرى , كنت الاحظ ان معظم ما كنت اراه هو الحق او اقرب الى الحق لم اعد اراه كذلك , تغيرت قناعاتى وافكارى واهتماماتى , ليس كل ما اعتدنا عليه هو الافضل , ما اعتدنا عليه نستلذه ولكن لا يعنى انه الالذ والانفع , عوائد الشمجتمعات غالبة ومتحكمة , كنت اجد ذلك فيما كنت الاحظه فى تراثنا الفقهي وهو جهد العقول فى فهم الدلالات اللغوية , كان لكل فقيه رايه واجتهاده متاثرا بمجتمعه , وعصره , جهد العقول هو وليد تصورات مستمدة من محيطها , لم نستطع ان ننتج فكرا خاليا من المؤثرات والميول والمشاعر والمصالح , كنت ارى ان الفقيه الذى لم يختلط بمجتمعه لا يمكن الثقة باجتهاداته في القضايا التى لا علم له بها ولم ينفعل بها ولهذا كانت اجتهادات القضاة اكثر واقعية وموضوعية , بشرط ان يكون صاحبها من اهل النزاهة والتقوى , اما اصحاب الاغراض والمطامع والمصالح فلا ثقة بما يقولون , العقل الانسانى هووليد صاحبه بكل ما فيه من انفعالات واحاسيس ومشاعر وبكل ما لديه  من ذكريات , هذا الانسان مطالب بان يهتم بقضايا الانسان , وما تجاوز ذلك فلا يمكنه ان يفهمه , لانه لا يمكن تصوره , وما ثبت عن طريق العلم العلم والتجربة الحسية فيمكن للعقل ان يفهمه , ولا يعنى انه الحقيقة المطلقة , ولكن يجب احترامه وتشجيعه , لا يمكن انكار ما تراه العقول عن طريق البراهين العلمية , وما لا برهان عليه فهو من عمل السفهاء والجهلة , من حق العقول ان تبحث فى كل المجالات التى تسهم فى رقي الحياة الانسانية من الانظمة والافكار والقيم والاخلاق والعلوم , لم يستطع العقل ان يفهم الكثير من عالم الارواح التى تجاوزت عالم المادة , واذا كنا سنقر لا صحاب العقول ان يقتحموا عالم المحسوسات بكل الفرضيات الممكنة بحثا عن المعرفة والسعادة فمن الانصاف ان نعترف  لمن اختصوا بعالم الارواح ان يعبروا عن قناعتهم واذواقهم الروحية فيما شعروا به من ملذات روحية تتجاوز ادراك العقول وقدراتها على الفهم , اليس لهؤلاء حق التعبير عن تجربتهم الانسانية الروحية فى البحث عن الحقيقة الانسانية متجاوزة تلك القيود المادية , اذا كنا نعترف لاصحاب العقول ان يعبروا عما توصلوا اليه من افكار اليس من حق اولئك الاخرين ممن لهم افكارروحانية ان يعبروا عن تلك الافكار كما هي وكما شعروا بها , ذلك عالم غير مدرك بالحواس ولا يمكن انكار اثره فى حياة كثير من المؤمنين به ..

( الزيارات : 686 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *