لا تثق بمن لا يستحق الثقة

كلمة اليوم
ليس هناك اشق على الانسان من ان يفقد الثقة بمن يمثله او يتكلم باسمه , سواء كان ذلك الاخر محاميا يدافع عنه او قاضيا لا يثق بنزاهته او سياسيا لا يعرف الى اين سياخذه , الثقة ركن اساسي فيمن يتكلم باسمك , اذا فقدت الثقة فيه فلا يمكنك ان تطمئن الى اي موقف من مواقفه , فى اعماقك سؤال يتردد قد لا تفصح عنه ولكنه هو الحقيقة وهو الواقع ,الى اين المسير .. فى السياسة لا احد يصدقك القول ولا تتوقع الوفاء لك , لان الكل يريدك ان تكون مطيته لما يريد الوصول اليه , ما اقسى مشاعر الاحباط وخيبة الامل عندما تسيطر على المواطن و يجد نفسه وحيدا غريبا مستضعفا يبحث عن امل ولو كان وهما او سرابا يمنحه شعورا بالامان..
مسكين ذلك المواطن الغريب فى وطنه , الكل يبحث عن مصلحته على حساب معاناة ذلك المواطن , والكل يبيع ويشترى فيه وهو يرقب ما يجرى حوله ويتساءل عن سرّ ما يراه فلا يسمع جوابا ..
ما اكثر ما نسمع من وعود وآمال وما اقل ما نرى من افعال وثمرات ..هذا ما يقوله المواطن فى حواره الصادق مع نفسه فى لحظات تأمله ..اختنقت الكلمات فى مهدها واصبحت حبيسة الحناجرلا تخرج ولو همسا , لا صوت لها , لا حياة فيها..لعل الصمت هو ابلغ تعبير عن خيبة الامل ..لوكان الكلام مفيدا لارتفعت اصوات الحناجرالى السماء مجلجلة هادرة , ولكن انتهى كل شيء وانطفأت الانواروازيلت الخيام التى كانت منصوبة باعمدة قوية ..لم يعد المواطن يسأل عن قضيته ..اصبح بلا قضية , قضيته التى اصبحت تشغله كيف يمكنه ان يخفف اعباء الحياة المتراكمة والقاسية عنه وكيف يمكنه ان يجد الكهرباء والماء والخبزوكيف يمكنه ان يدفن موتاه ويداوى جرحاه ويحافظ على ما بقي من بقاياه ..مازالت الاجتماعات متواصلة ووسائل الاعلام تلتقط الصور التذكارية وتكتب المقالات التى لا تعنى شيئا ..ما
لا يخفف من معاناة الابرياء فلا حاجة اليه
متى يمسك المواطن الاعزل المستضعف بزمام قضيته ..متى يتحرر من الوصاية عليه من قريب او بعيد..لا فجر يلوح فى الافق سوى عتمة الليل الثقيلة على من ينتظر الفجر , وما زال ظلام الليل يغمر كل شيء ..نفق مظلم يقودك الى مستنقع لا تعرف ما ذا يخبئ فى مياهه ..ما اقسى ان تسلم مقودك لمن لا تثق به من عدو يتجاهل الامك او قريب يريدك قربانا لما يريد تحقيقه , لن يأخذك احد الى ما تريد وانما سييقودك بغير ارادتك الى ما يريد..فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون..

( الزيارات : 2٬079 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *