لفظة العوام والعامة

كلمة اليوم
كثيرا ما تستعمل لفظة العامة وعوام الناس ويراد بها خلاف الخاصة و فهناك خاصة من اهل الفكر والثقافة والتميز وهناك عامة وهم لا يملكون اسباب التميز من علم او مال او سلطة , واحيانا تفيد كلمة العامة معنى الجهل والتخلف المرتبط بالغوغائية , وهذا استعمال خاطئ , فليس هناك تميز بين الانسان والانسان فى الحقوق الانسانية ولا فى الكرامة , هناك تميز بالعمل الصالح والاستقامة , والعامةهم عموم الناس , وفى التعبير الفقهي يقال : هذا راي جمهور الفقهاء وانفرد فلان برأي مخالف , ويجب الاهتمام بتكوين العامة والنهوض بهم لكي يكونوا افضل مما هم فيه وان يشاركوا فى قضاياهم متبوعين وليسوا تابعين ومؤثرين وليسوا متاثرين لانهم الاكثر وهم الحاضنة الاجتماعية لمجتمعهم , وهم الذين يمثلون الرأي العام الاكثر تأثيرا ..عندما يتخلف العامة يتخلف المجتمع كله , وعندما يتجه المثقفون لمخاطبة العامة بخطاب التكوين والتثقيف ينهض امر العامة وترتقى مداركهم ويفهمون قضاياهم بطريقة افضل , وهم قادرون على التمييز بقدراتهم العقلية بين الحق والباطل والخير والشر , النهوض بالعامة هو الطريق لتكوين مجتمع ناهض , مهمة الدعاة هو الرقي بمستوى خطابهم الى الافضل لتكوين مجتمع افضل , عندما ينهض المجتمع ينهض الدعاة لان المجتمع الواعي لا يستجيب للدعاة المتخلفين عن فهم قضايا مجتمعهم وثوابت دينهم وقيم الفضيلة والحرية والكرامة , فلا مكان فى المجتمع الراقى لثقافة الكراهية والاحقاد والصراعات الدموية التى تهدر فيها كرامة الانسان ..
تعالوا نهتم بتكوين العامة لكي يكونوا هم الخاصة , ليس الطريق هو اقصاء العامة وعزلهم واشعارهم بالدونية والصغار , هذا طريق خاطئ , نريد للعامة ان يكونوا افضل فهما واوسع افقا لكي يميزوا ما بين الصادق وغير الصادق الذى يخاطبهم , اذا عرفوا الطريق فلن يضلوا بعده ابدا..

( الزيارات : 1٬637 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *