محنة العلماء..

كلمة اليوم:
تأملت فى محنة العلماء والمفكرين والمجددين من اعلام هذه الامة على امتداد التاريخ الاسلامي وتساءلت عن سرّ محنتهم ووجدت ان معظم ما اتهموا به لا يستوجب تلك المحنة لانهم كانوا يدافعون عن الحق الذى ترجح لديهم من الافكار والمواقف ، واتهموا بأقبح الاتهامات فى دينهم وعقيدتهم وفكرهم وآرائهم ، احيانا كانت محنتهم من الحكام الظلمة الذين ارادوا من العلماء ان يكونوا مطيتهم لتبرير الظلم ضد شعوبهم او ضد المخالفين لهم ، واحيانا اضطهدوا من العامة الذين انكر العلماء عليهم انحرافهم عن الطريق القويم واستجابتهم لمظاهر التخلف فى مجتمعهم فى العادات والسلوكيات والعقائد ، ما اقسى ما يفعله الجهل فى مجتمع متخلف ، وما اشد حاجة المجتمع الى علماء صادقين مخلصين يقولون الكلمة الناصحة ولا ينافقون فى المواقف والافكار ولا يصدرون الفتاوى المنحرفة والجاهلة تبريرا لاعمال خاطئة ، ما اجمل العالم وهو يرفع شعار الكلمة الناصحة والعاقلة التى تدعو الى العمل الصالح وتدافع عن المستضعفين ، ما اشد حاجة العلماء الى الحكمة التى تمكنهم من ايصال الكلمة الناصحة الى من يحتاج اليها ، العلم مسؤولية كبيرة وعلى العالم ان يحسن القول من غير اساءة للآخرين ومن غير استفزاز للمشاعرالمخالفة فلا وصاية على الاخرين ، وان يكون نزيها فى كلمته الناصحة والا يكون غضوبا ولا متعصبا وان يحترم رأي المخالفين له فى الافكار والقناعات ، وان يكون رمزا للخير والفضيلة والعمل الصالح ، لا عذر للعالم اذا اخطأ الطريق ، مهمة العالم ة ان يكون مشعلا للنور والهداية والكلمة الحكيمة التى تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تمزق ، وتعمق قيم الخير فى المجتمع وتغذى القلوب بالمعانى الايمانية والعواطف الروحية التى يحتاجها كل مجتمع لكي يتغلب بها على تناقضاته ومشكلاته ..

( الزيارات : 3٬238 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *