معنى الاعجازالقرانى فى الملاءمة

نفحات قرآنية
اختلف العلماء قديما وحديثا فى مفهوم الاعجاز القرآنى , فالقران معجز لا يمكن لاحد ان ياتي بمثله , فمنهم من راى الاعجاز فى اخباره بالغيب , ومنهم من راى الاعجازفى بلاغته وفصاحته , ومنهم من راى الاعجاز فى نظمه واسلوبه , ومنهم من راى الاعجاز فيما يتركه فى القلب من عواطف ومشاعر , وتميّز الامام الجرجانى المتوفى عام 471 فى كتابه دلائل الاعجازبفهم لم يسبقه به احد من سابقيه ممن تحدثوا فى الاعجاز القرانى من امثال الباقلانى والقاضى عبد الجباروالرازى والخطابى والجاحظ , وقال الجرجانى بان الاعجاز القرانى يتمثل فى الملاءمة بين الالفاظ والمعانى , فالالفاظ لا تظهر اهميتها الا عنما تأتى فى مكانها الملائم لما قبلها ولما بعدها بحيث يظهراعجازها فى ملاءمتها لما يقصد بها من معان ودلالات , وهي كألوان الخيوط فى النسيج لا يظهر جمالها كالوان وخيوط عندما تكون منفردة , وانما يظهر جمالها بتناسق تلك الالوان وملائمتها لما يجاورها بحيث تكون هذه الملائمة هي التى تعطى للالوان جمالها وللنسيج روعته ..ولووضعت تلك الالوان فى غير موضعها لاختلفت المعايير وقد تتنافر ويزول جمالها وتذهب روعتها..
ما اروع هذا الفهم, وما ادقه ومااحسن ما يدل عليه من جمالية الفهم , وهذا المعنى يحتاج الى ذوق فطري رفيع واحساس عميق بمعنى الجمال من خلال ذلك الشعور النفسى بذلك الجمال بعيدا عن المقاييس العقلية والفلسفية ..

( الزيارات : 1٬420 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *