معيار العدل ومفهوم الجور
يعتبر العدل من أمهات الفضائل الأخلاقية ويقابله الجور ..
العدل يعنى التوسط والوسطية ، والجور هو الابتعاد عن الوسط بزيادة او نقصان ، فقد تجور على من هو أضعف منك فتأخذ منه ما لا حق لك به من الحقوق ، وقد يجور عليك من هو أقوى منك فيعطيك اقل من حقك ، فالجور هو زيادة او نقصان يأخذها الأقوى من الأضعف ، واحيانا تأتى الزيادة او النقصان بمعنى التفضل الذى يتنازل به القوي عن جزء من حقه لصالح من هو أضعف منه ، والتفضل هو زيادة محمودة او نقص محمود لصالح الطرف الضعيف ، وهو تنازل إرادي عن حق ثابت وهو ما يسمى الإحسان ، وهو درجة أعلى من العدل ، ويشترط فى التنازل ان يكون إراديا أولا ولا إكراه فيه وان يكون التنازل من القوي لصالح الضعيف ثانيا ، فإذا كان التنازل غير إرادي فلا قيمة له ويولد شعورا بالظلم وهذا هو الجور الذى يولد الشعور بالحقد الذى قد ينفجر فيما بعد كانفعال غاضب او ثورة او كعمل انتقامي ، ولا يتحقق السلام الحقيقى بين طرفين متخاصمين الا اذا شعر كل من الطرفين بالرضا عما تم الاتفاق عليه من غير إكراه او إذلال ، وأي اتفاق لا يكون عادلا لا يمكن له ان يكون مرضيا ولا يحقق السلام والأمن النفسى وهو عرضة لنقض هذا الاتفاق لان النفوس تأبى الظلم والجور والقهر والإكراه والإذلال ..
اترك تعليقاً