مفاهيم اصولية

جولة فى المفاهيم الاصولية
تميز الامام الشافعي عن فقهاء عصره بقدرته على وضع قواعد لمنهجيته فى الفهم والاستنباط , والتزم بها فى اجتهاده واعتبرها من الثوابت التى تضمن لمن التزم بها الايضل طريقه الى الحق والا يقع فى التناقض فيما يقوله , وكتب كتابه الرائد المبدع : الرسالة , الذى اعتبر اهم كتاب فى عصره , واول كتاب فى علم لم يكن معروفا قبله وهو علم اصول الفقه , كان الفقهاء من قبل فى مدرستى المدينة والعراق او مدرستي الحديث والرأي او مدرستي المالكية والحنفية يلتزمان باصول لم تكن مدونة , ولولا تلك الاصول لما تميزت احدى المدرستين عن الاخرى بما تميزت به من خصائص , وكل من المدرسين كانت تبحث عن الحق والصواب كما تراه وكما ترجح لها بما يلائم مكانها وزمانها وطبيعة الحياة فيها وخصوصية مجتمعها وبخاصة فى المعاملات والمفاهيم الاجتماعية , لم يكن الاختلاف فى العبادات لان الاصل فى العبادة هو الرواية ومدرسة المدينة المالكية اعرف بالرواية واقدرعلى ضبطها والتأكد من صحتها ومعرفة رواتها من حيث العدالة والضبط , وهذا امر لا يمكن انكاره او التقليل من اهميته فى فقه العبادات عند المالكية الذى اعتمد على اصل من الاصول المهمة جدا فى فهم كيفية اداء العبادات , وهذا الاصل هو اهم ما تتميزبه اصول المالكية وهو ما يطلق عليه اليوم فقه العمل الذى يعتمد على عمل اهل المدينة , وهم اقدر على فهم تلك العبادات وادائها من غيرهم لان هذا العمل قد انتقل عن طريق التواتر الفعلى من جيل الى جيل فلا مجال للشك فيه , وهذا هو التواتر الحقيقى وهو تواتر كيفية اداء العبادة والحفاظ عليها كما هي , ولا يمكن لاية رواية قولية ان تكون اكثر وثوقا من التواتر الفعلي المتمثل بعمل اهل المدينة..مازال عمل اهل المدينة يعتب حجة مرجحة لكيفية اداء العبادة كما يعتبر عمل اهل مكة حجة فى كيفية اداء مناسك الحج ..
اننا نحتاج اليوم الى الاهتمام باصول الفقه وبخاصة فى مباحث التكليف والاهلية ومباحث الدلالات وتحديد معنى المصطلحات الاصولية كالاجتهاد والاجماع والاستحسان والمصالح والذرائع والاغراف لكي يواكب فكرنا عصرنا , ويسهم جيلنا باغناء تراثنا الاصولى والفقهي..

( الزيارات : 1٬070 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *