مواكب الطامحين

كلمة اليوم:
كنت ارقب مواكب الطامحين من نافذة مطلة على ذلك النهر الذى تتدفق فيه المياه السحرية سريعة غامضة مفرحة تنادى الطامحين ،وتلوح لهم بابتسامة مغرية ..ما أروع ما تراه العين على تلك الضفة الاخرى من النهر من مباهج ومغريات ..شباب قلقون يائسون يعيشون ذلك الحلم ان يصلوا الى تلك الضفة ..هناك من يقف حائرا مترددا مُسائلا نفسه عن مدى قدرته على تلك الرحلة النهرية الى ضفة النجاح والامل ..ويطول الانتظار وتبرد الهمة ويكون الاستسلام ..وهناك من يلقي بنفسه فى ذلك النهر الصاخب الغامض ويجد نفسه اسير تيارات مائية تتقاذفه يمينا وشمالا ولا سبيل له للتخلص منها ويصرخ مستنجدا فلا يجد منقذا ، ويواجه الاخطار لانه لا سبيل للهروب منها ، وقد يجد نفسه امام موجة عاتية تغرقه وتدفعه الى القاع فيكون نسْياٌ منسيّا ، فى حالات قليلة تأتيه موجة عاتية غاضبة لا يجد فى ملامحها ما يبشره ، فيستسلم لها بغير ارادة منه وفجأة تلقيه على الضفة الاخرى الحالمة المبهجة ، ويرى الحلم قد تحقق له ، والطموح قد أتٰى أكُله ، ويجرى فرحا بما حققه ، ويروى لاطفاله فيما بعد ذكريات رحلنه وهو يواجه العواصف والاشباح ، ويبالغ فيما يرويه ، ثم يجلس على العشب الاخضر بعد رحلة الطموح الشاقة فتؤلمه جروحه ويشعر بالوحشة والغربة ويتذكر صحبا قد تركهم خلفه ومجالس انس كانت ممتعة ..ويتابع رحلته بحثا عن سعادة كان يحلم بها ولم يجدها.. وتستمر رحلة الحياة من النقص الى الكمال ومن الشقاء الى السعادة الموهومة التى لن يجدها ابدا ما لم يعرف الطريق اليها ..هي فى داخله ،وهي اقرب اليه من حبل الوريد..

( الزيارات : 1٬494 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *