Untitled

الوحدة الكونيةً في ظل المنهج الايماني

……………………………..

كنت اتامل في الحياة , واجد الروعةً في هذه الوحدة الكونية التي ارادها الله ان تكون بما هي عليه ، الله تعالى هو الخالق المبدع , وهو الاكبر من كل كبير,  وهذا هوشعار الاسلام الخالد , وهناك الوجود كله كتجليات تعبر عن عظمة هذا الكون بكل ما فيه من ذلك التنوع والتعدد ، الله عالى  هوالخالق ولا شريك له ، والكل عباده ، وكل شيء فى الكون  مسخر لما خلق له ، والانسان واحد في هذا الكون كغيره من المخلوقات  ، ويتميز عن غيره  بالعقل المكلف  الذي يفكر به لاختيار الطريق الذى يحافظ به على حياته  ويدافع به عن وجوده ، واهم صفة في الانسان هو التكلبف والارادة والاختيار ، لكي يكون بهذا العقل الذي يملكه مستخلفا على الارض ويسعى في اصلاحها بما يترجح له الصلاح فيه ، وهذا الاسان يملك خاصية لا يملكها غيره من المخلوقات , وهو القدرة عل تسخير كل ما في الًوجود لاجل كمال الحياة ، واهم ما في الانسان هو ذلك العقل الذي يميز به ويختار ، والانسان مكلف بامور ثلاثة:  اولا : الايمان بالله وعدم الشرك به , وثانيا : احترام العدالة في الحقوق بالكيفية التى تحترم فيها الحياة  بكل ما فيها  , وثالثا : اجتناب المحرمات الاساسية التي تفسد الحياة ، وهذه هي حدود الله التي امر بها عباده ، لكيلا يكون هناك طغيان فى الاض  يفسد الحياة ، ومهمة الانسان في كل عصر ومجتمع ان يضبط الحقوق بما تتحقق به العدالة وتحترم فيه الحياة التي ارادها الله ان تكون لكل عباده ، لا تمييزبينهم في هذا الحق الذي ضمنه الله لهم ، النظام الاجتماعي هو ثمرة جهد انساني ، ويجب ان تحترم فيه احكام الله فيما امر به من الايمان به بلا شرك ولا قداسات  تنافى العبدية ، وتحقيق العدالة بلا تمييز في الحقوق ، واجتناب المحرمات التى تفسد الحياة ، واهمها خمسة  محرمات  اساسية , وهي حدود الله ، : اولا : تحريم القتل بكل اشكاله ، وقتل الانسان هي اكبر جريمة انسانية , ولا شيء يبرر ذلك ابدا الا للدفاع عن الحياة ، احترام الحياة يعني ان يحترم الانسان ، قتل الاسان جريمة ضد الانسانية ، والقصاص اعدل حكم يحقق العدالة ، والحروب  اسوأ  جريمة انسانية , وهي اسوأ تراث الانسانية ، ولا تباح الحروب الا للدفاع عن الحياة ضد اعداء الحياة ممن يهددون الحياة ، الحرب العدوانية التوسعية الاستعمارية جريمة لا تبرر تحت اي شعار ، ويجب تحريم كل الحروب , وكل اوجه العدوان على الانسان ، والقاتل يقتل عدلا لمنع القتل ، وانتاج السلاح وتطويره والاتجار به جريمة , ويجب ان يعاقب عليها القانون الاجتماعي الكوني ، ولا شرعية لقانون يبرر انتاج السلاح والاتجار به ، وتسخير العلم لانتاج السلاح جريمة ضد  الانسانية ، العلم لاجل اصلاح الحياة , وليس لافسادها ، الثاني : الزنا الذي يهدد الاسرة ويفككها ويؤدي الى اختلاط الانساب وتشريد الاطفال ، والاسرة هي اروع تراث الانسانية لضبط تعاقب الاجيال بكيفية تليق بمرتبة الانسانية ، الاسرة اهم ظاهرة حضارية تعبر عن رقي الانسان في ضبط سلوكه والتحكم في غرائزه ، ومهمة قانون الاسرة ان يضبط الحقوق التي تنظم الزواج والطلاق وحقوق الاطفال تربية وحضانة وانفاقا ، ويجب ان تحترم احكام الشريعة الاسلامية في كل ذلك بما تتحقق به العدالة في الحقوق , وتحترم فيه الاخلاقية الاسلامية بما يضمن تماسك الاسرة ، والاسرة المعاصرة مهددة بالتفكك والانحراف تحت شعار الحرية الفردية والانفلات الاخلاقي الذي تشجعه الحضارة المعاصرة في مجتمعاتها ، الاسرة المتماسكة هي اهم حصون الاستقرار الاجتماعي  فى أي مجتمع ، والاسرة الاسلامية هي الاكثز تماسكا والاقدر على الصمود بشرط ان تتحقق العدالة في الحقوق الاساسية لكل من الزوجبن اولا وللاولاد ثانيا ، وان يمنع التجاوز والتعسف الذي يهدد هذا التماسك الاسرى ، لا بد من تحقيق العدالة في الحقوق ، ومنع ذلك التعسف في استعمال الحقوق لكيلا يكون هناك مظلوم في هذه الاسرة ، وثالثا : تحريم السرقة بكل ما تعنيه السرقة من العدوان على حقوق الآخرين ، وتشمل السرقة كل استيلاء على الحقوق المالية , وبخاصة المال العام عن طريق الامتيازات الظالمة واكل اموال الناس بالباطل في كل صوره المتجددة التي تشمل كل استغلال واحتكار وربح فاحش وكل اغتصاب لمال , واهم ذلك سرقة قيمة اجر المستضعفين بانتقاص الاجور واستغلال ضعف العاملين والاستيلاء على حقوقهم في الاجور العادلة ، والسرقات من المال العام اشد خطورة من السرقات الفردية الناتجة عن الفقر والحاجة ، لا شرعية لاكتساب ناتج عن الاستغلال في والارباح الفاحشة  والمناقصات الى يتحكم فيها الاقوياء , ويخسر فيها الضعفاء,  واخطر السرقات هي السرقة من المال العام عن طريق الامتيازات  التى يملكها اصحاب الخظوة والسلطة ، ولو كانت قانونية فى نظر القانون الذى يتحكم فيه المصالح  ، السرقات لاتبرر ولو اقرها القانون ، القانون يضعه الانسان ، ولايملك القانون ان يقر ظلما , ولا ان يبرر عدوانا , ولا ان يبيح اكل اموال الناس بالباطل ، واحذر من الفساد في الاموال والمنافسات غير العادلة في التجارات والصناعات وفى المقاولات ، وكنت التمس العذر لجائع عندما يسرق طعامه لكي يأكل ، ولا التمس العذر لطامع    يدفعه الطمع للاستيلاء على حقوق المستضعفين وحرمانهم مما هو مسخرلهم من رزق الله ، رابعا :  قذف الابرياء بما يسيء اليهم من التهم التي يتهمون بها في اي امر يسيء اليهم ، واخطر ذلك الاتهام بالكفر والفسق والظلم  وفعل المنكرات  ، القاذف معتد , ويجب ان يعاقب لكيلا يتهم الابرياء بما يسيء اليهم ، لا سلطان لاحد على الآخر فيما كان من امره في عقيدته ومواقفه وسلوكه وقناعاته ، ولا اكراه في الدين ، وايمان المكره لا قيمة له ، والاكراه يرفع ، ولا يترتب عليه اي اثر ، ويجب على النظام الاجتماعي ان يضبط الحريات العامة والسلوكيات والاداب بما تحترم فيه الفضيلة والمصالح الاجتماعية ، من حق القانون الاجتماعي ان يمنع كل ما يهدد الاداب العامة من الحريات الشخصية ، لا حرية خارج الفضيلة الاجتماعية التي تحترم فيها المصالح والاداب العامة ، التعاقد الاجتماعي يلزم كل مجتمع ان يحترم الاداب العامة والمقدسات والحقوق الشخصية لكل الاخرين والحريات التي يضبطها القانون كما يفعل قانون السير في تنظيم السير في الطرقات العامة لحماية المصالح المشروعة ، وخامسا : تحريم شرب الخمر وكل المسكرات التي تفقد العقل القدرة على التمييز ، وهذا اروع تكريم للعقل وتعبيرعن الثقة به والاحتكام  اليه  وتحريم كل الاسباب التي تعطله عن العمل وتفقده رشده ، الانسان مكرم بعقله ، وعندما يختل عمل العقل يفقد الانسان انسانيته ويفعل ما يخجل من فعله العقلاء ، العقل منارة هداية ومن يشرب الخمر كمن يطفئ تلك المنارة او يعطلها عن العمل ، تحريم الخمر تحريم لتعطيل العقل عن اداء مهمته ، العقل هو اداة التكليف والخمر اداة لتعطيل ذلك التكليف بما يفسد السلوك ، الخمر يفسد الصحة ويفقد الاتسان رشده العقلى , ويزين له الشهوات وهو كالمخدرات المحرمة التي تفسد السلوك والمشاعر وتدفع الانسان لارتكاب الجريمة التي يمنع العقل من ارتكابها ، ومن حق المجتمعات الاسلامية ان تفخر بتحريم الخمر ، ومن لا يشرب الخمر هوافضل ممن يشربه في اي مجتمع في الغرب ، لا فضيلة في شرب الخمر في اي مجتمع من المجتمعات ، هذه هي حدود الله التي يجب ان تحترم ، وتجب الطاعة لله  فيما امربه وفيما نهى عنه من المحرمات وكل المنكرات والفواحش في السلوك الاجتماعي ، مهمة النظام الاجتماعي ان يضع الضوابط التي تضمن احترام العدالة في كل الحقوق التي تعبر عن احترام الحياة لكل انسان ،

………………….

( الزيارات : 194 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *