نهاية الطغيان


اذا اراد الله ان يحدث شيئا هيآ الأسباب المادية له فلا شيئ يحدث خارج نطاق الأسباب ، لكيلا يختل نظام الكون ..الانسان نفسه هو اداة التغيير .. ويُقدم بنفسه على توفير أسباب التغيير من غير تأمل وتوقع منه ..
أمران يهيآن للتغيير وهما مقدمتان لأي تغيير فى الكون ..
الاول : غفلة الانسان عن الله ويظن انه مالك الأسباب ومتحكم فيها ولا راد لأمره ولا موقف لسلطانه ..
الثاني: سيطرة الوهم على صاحبه فيرى الأشياء على غير ماهي عليه ، فيرى ما هو كبير صغيرا وما هو خاطئ صحيحا ، ويرى نفسه فى مرأة ذاته أكبر مما هو عليه ، فيزداد وهمه وتكثر أخطاؤه وتحيط به الأمواج فلا يراها ، ويعتقد انه قادر على مغالبتها ، ويبتعد عن شاطئ الأمان وهو يراه قريبا ، وفجأة يجد نفسه فى وسط موجة عارمة لا يقوى على مغالبتها ،فيدافعها ، فلا تندفع ويمد يده إليها فلا يكاد يلامسها ، ويحاول إنقاذ نفسه فلا يستطيع ، ويحاول العودة الى الشاطئ فلا يتمكن ، ويدرك حينها ان الله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يفقهون ..
هذه نهاية الطغاة الذين يتحدّون الله ويغفلون عنه وهم جاهلون بأسرار التدبير الالهي المحكم الذى لا يخطئ فى متابعة من يتحٌدون الله ويعتقدون أن قوتهم مانعتهم من قدر الله الذى لا يخلف وعده أبدا ..كلمة اليوم

( الزيارات : 908 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *