ولادة الافكار

كلمات مضيئة.. ولادة الافكار

لم يكن يعنيني ما كنت اجده   في الكتب من الافكار بالرغم من اهمية الكثير منها وما تتضمنه من دلالات.مفيدة ,  وانما كنت اهتم بدراسة المنهج الذي اعتمده الكاتب والمؤلف للتوصل الي ما كتبه من تلك الافكار ، وكنت احاول الربط بين الفكرة و الشخصية التي صدرت عنها . وبخاصة. المحيط الخارجي المؤثر في تكوين تلك الشخصية بكل خصائصها الذاتية ، دراسة المنهج هو الاهم الذي كنت اتأمل فيه كثيرا واجده جديرا بالاهتمام ، وكنت احاول ان افهمه بطريقة موضوعية من غير احكام مسبقة بالقبول او الرفض وكنت احاول ان افهمه من منطلقاتى ووفقا لقناعاتى ، وكنت احاول الربط بين. الشخصية وما يصدر عنها من افكار, وهناك ترابط حقيقى بين الفكرة والانسان  ، وكل فكرة هي وليدة عاملين :

الاول.:  هو الانسان بما يملكه من استعدادات فطرية وتكوينية ، وهو عامل اساسي موجه للنشاط ومحرك للارادات ، والثاني : المؤثرات الخارجية التي اسهمت في تكوين تلك الافكار ، ومن المهم ان ندرس ذلك التفاعل الداخلي بين الانسان والمحيط الذي تأثر به الشخصي والتربوى والبيئة المحيطة ، الفكر وليد مجموعة عوامل تسهم في تكوين التصور الاول لافكارنا ، كنت اشعر بذلك الحوار الداخلي بين الانسان وذاته , وكنت أتأمله وابحث عن اثره ، واحاول ان انصت لذلك الصوت القادم من اعماق الذات ، وكانني امام فريقين . كل منهما. يخاطبني ويحاول ان يوجهني ، احدهما هو الاقوي والارسخ. الذي يملك حق المحاسبة. والمراقبة نظرا. لجذوره العميقة، وكلما كانت الجذور اعمق كان الصوت الداخلي. اعلي واكثر الحاحا ، وكنت احاول ان ابرر له ما فعلته فلا يقبل مني اي عذر ، انه يملك كل الاسرار الخفية والدوافع. الحقيقية. التي لا يملكها غيره ، الخطأ هو الخطأ والتجاوز هو التجاوز ، ويجب الاعتراف به كما هو في حقيقة امره ، كنت اتساءل ، من يكون. ذلك الذي يحاورني والذي اسمع صوته في داخلي ، هل هو العقل ، او القلب ، او الضمير ، ليس المهم ان اشغل نفسي بهوية ذلك الذي يراقبني. ولا يجاملني فيما ثبت لديه من الادلة الدامغة. والبواعث السرية لكل ما نفعله ,  انه موجود باثره في حياتنا ونشعر بذلك الاثر . ، كنت اسمع كلاما ناقدا يخاطبني بصراحة. كما اسمعه من كل من يملك سلطة لا يمكن منازعته فيها ، ويوجه لي النقد الصريح  ، ويشعرني بالخطأ. والندم ولا يقبل مني اي عذر او تبرير ، ما اضعف الانسان امام الحقيقة. عندما. يراها كما هي. ويري نفسه في المرآة كماهي من غير اقنعة ، ما اقسي ما يفعله ذلك الصوت في اعماقنا من مشاعر الصغار ونحن نخفي الحقيقة  وما نحن فيه ، ثم نكتشف ضعفنا عندما تتحكم الاهواء‏ في اختياراتنا وتسيطر علينا ، ما اقسي. ان ينكشف ما نخفيه من الاسرار ، ذلك الصوت. الخفي يصارحنا بالحقيقة كما هي ، انه يعاتبنا ويعاقبنا ويلاحقنا الي كل مكان ، ولا نكاد نفلت من رقابته. وصراحته ، الافكار هي ثمرة ذلك التفاعل الداخلي بين الانسان والحياة ، احيانا نشعر بذلك التناقض في افكارنا ، وهو ليس تناقضا ابدا ، وانما هو فكر يعبر عن لحظته الزمانية كما كنا نعيشها ، هناك لحظات تمر بنا وتعبر عما. نشعر به في تلك اللحظة ، لحظات صفاء داخلي ونعبر عنها بافكار الخير والمحبة ، وهناك لحظات. احتقان داخلي وشعور بالاحباط ونعبر عنها بافكار تلا ئمها ، الافكار تتطور باستمرار متأثرة. بالظروف المحيطة بها. نحو. الافضل والاكمل في الظروف العادية ، واحيانا تتراجع بتأثير تلك المنعطفات الحادة في حياة الانسان ، اهم منعطف مؤثر في فكر الانسان هو شعوره بالمعاناة. الداخلية وبخاصة تلك المعاناة الناتجة عن الشعور بالظلم ، ويتجه الفكر بتأثيرها. نحو الظلمة. ويدخل في ذلك النفق الضيق الذي يري فيه اشباح الظلام تتراقص امامه. ويفقد الكثير من خصوصيته. الانسانية ويعبر عن كل ذلك. بما يكتبه من تلك الافكارالتى تصدر عنه  ، هو صادق فيما يشعر به في تلك اللحظات ، ولكن هذا لا يعني انه الحقيقة كما هي عليه ، تلك الظاهرة تفسر لنا تلك التعددية الفكرية  ، وذلك التنوع في الافكار ، هذا هو الفكر الانساني كمصدر للمعرفة. التى يحتاجها الانسان للتعبير عن الحياة كما يراها كل جيل ، انه متجدد علي الدوام ، قد يرتقي وقد ينحدر ، الكمال امر نسبي ، ويمثل الحياة كما هي ، عندما يكون الخير بالنسبة لك هو الكمال فالانسانية بخير ، وعندما تجد الكمال في التجاوز. والطغيان تعبيرا عن القوة فالانسانية في مرحلة البدائية التي لم تتحرر من تلك الغرائز التي ليس لها مقود يمسك بها من عقل. او خلق او دين ..

( الزيارات : 543 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *