ذكريات مغربية..الحاج على قيوح

ذكريات الايام… الحاج علي قيوح
فى كتابى : ربع قرن فى المغرب سجلت فيه اهم ذكرياتى فى المغرب , وهي ذكريات اربعين سنة بدأت منذ اول زيارة لى الى المغرب عام 1973 , ثم استقر بي المقام فيها عندما كلفنى جلالة المغفور له الملك الحسن الثانى رحمه الله بادارة دار الحديث الحسنية فى 15 فبراير 1977الى عام 2000 ..وفى الشهر الاول من اقامتى فى المغرب زرت مدينة اغادير للمشاركة فى المؤتمر العام لرابطة علماء المغرب التى كان يرأسها علامة المغرب الاستاذ عبد الله كنون الحسنى الذى اجمع علماء المغرب على حبه واحترامه , ثم تتالت زياراتى الى اغادير عاصمة الجنوب , وكتبت فى مذكراتى عن تلك الزيارات وعن اصدقائى المغاربة ومعظم ما كتبته من ذكريات واعلام منشور فى موقعى الرسمى ..
عندما كنا نزور اغادير كنا نشعربعظمة تاريخ سوس العلمى والحضارى والاخلاقى , وكان اهل سوس يشعرون بفرحة ويتنافسون فى تكريم اعضاء المؤتمر من العلماء والباحثين , وكانهم ضيوف عليهم , وهذه ظاهرة اشتهرت بها سوس , وهي جزء من تقاليد سوس العريقة , وقد سجلت هذا فى مذكراتى التى لم تطبع بعد , وعرفت كرام الرجال من اهل سوس من العلماء والسياسيين ورجال الاعمال ومن طلابى الذين اعتز بحبهم ووفائهم , ومن ابرز هؤلاء الاخ الصديق الحاج عبد الرحمن بوفتاس والاخ الصديق عبد الله الازمانى , وتولى كل منهما الوزارة وما زلت احتفظ فى ذاكرتى بالكثير من اجمل الذكريات معهما فى الرباط , وعندما نلتقى تتجدد العاطفة وتحيا الذكريات ولو بعد سنين طويلة من الغياب ..واليهما اوجه صادق تحياتى..
وقبل ثلاثين سنة عقدت االاكاديمية الملكية المغربية مؤتمرها فى اكادير , وشاركت فى هذا المؤتمر الكبير ’, واحتفلت اغادير باعضاء الاكاديمية كعادة اهل سوس فى كل مناسبة علمية , ولاول مرة التقى بالاخ الحاج علي قيوح فى الحفل الذى اقامه فى داره الكبيرة لتكريم اعضاء الاكاديمية , , وتحدثنا طويلا اثناء هذا الحفل واعجبت بشخصية هذا الرجل وذكائه وحيوته وقيمه الاصيلة التى تعبر عن الشخصية السوسية فى عفويتها وصفائها ووفائها وطموحها , واعطانى بطاقته الشخصية على امل اللقاء ثانية , ولم نلتق بعد ذلك , وكنت اتابع نشاطه السياسى كعضو دائم ونشيط فى البرلمان من خلال الصحافة , وتبادل التحية والمودة من بعيد بواسطة الاصدقاء او فى المناسبات الرسمية حتى كادت ملامحه ان تغيب عن ذاكرتى , ولكن لم يغب عن نفسى ماتركه فىها من اعجاب بخصاله ودفء فى عواطفه , قال لى فى اول لقاء معه :اننى فلاح, وهذا هو عالمى واهتمامى , ولم يزد عن ذلك شيئا , ومرت الايام سريعا ولم اكن اظن اننى سالقاه ثانية , وعندما زرت تارودانت قبل ايام لتكريم علامة سوس المختار السوسى , التقيت الصديق القديم الحاج على قيوح للمرة الثانية بعد ثلاثين عاما من اللقاء الاول , ما زلت اذكره ويذكرنى , واذكر ما قاله لى ويذكر ما قلته له , اقام حفل عشاء كبيرا فى احدى ضيعاته القريبة من تارودانت , ودعا اكثر من مائة وخمسين من اعضاء المؤتمر وعامل المدينة ورجال السلطة فيها واعيان المدينة , فرحت بلقائه كما فرح بلقائى , وكأننا لم نفترق ابدا , كنا فى اللقاء الاول شبابا ولم نعد فى اللقاء الثانى كذلك , هذه هي الحياة ..وهذا هو سر جمالها ..
اهدانى بفرحة كبيرة كتابه بعنوان : مراقى الطموح فى حياة الحاج على قيوح, سجل فيه تجربته فى الحياة وتاريخ اسرته , منذ ان كان فلاحا الى ان اصبح من اعمدة الاقتصاد الفلاحى فى المغرب ..تجربة غنية تعمق الايمان بقدرة الانسان على تخطى العقبات معتمدا على الله تعالى آخذا باسباب النجاح من غيرتعثراو ارتجال , والتوفيق من الله هو حليف الاسباب المعتمدة على سداد الاختيارات وصحة التوقعات وسلامة القرارات والتوكل على الله بعد الاخذ بالاسباب ..
ادعوالله تعالى ان يحفظ الصديق العزيز فى صحته , وان يوفقه لما يحبه ويرضاه , وان يوفق ولده الوزير عبد الصمد قيوح فى مهمته وان يلهمه السداد لخدمة بلده

( الزيارات : 1٬385 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *