دموع حلب فى اكادير
سعدت بالدعوة الكريمة التكريمية التى وجهها لى الحاج على قيوح باسم جهة سوس واغادير لمشاركتهم افراحهم باليوم الذى يكرم فيه الفلاح الذى هو رمز الارض والوطن , لم يكن التكريم لى , وانما كان التكريم لثقافة شعب وتاريخ امة تحترم العلم والعلماء , كان التكريم معبرا عن اعتزاز سوس بقيمها الاصيلة , ومجسدا لمعان راقية من الوفاء والنبل التى اشتهرت بها سوس تلك المنطقة الامازيغية الشلحية التى تنتمى الى اعرق القبائل المغربية هي قبائل جزولة حاضنة دولة المرابطين التى حكمت الاندلس وحمت الاسلام فيه لاربعة قرون ..
كان الحفل عرسا جميلا وبهيجا وشاركت فيه كل القبائل بتراثها التقليدى الذى اختصت به من العروض الشعبية المميزة والاغانى الوطنية التى تمجد قيم الشهامة والشجاعة والوفاء , حضر اكثر من خمسة الاف شخص فى احياء هذا الحفل المؤثر والمبهج والمعبر , وكنت اجلس الى جانب الحاج على قيوح والدكتورابراهيم
لم تفارق الصورة المؤلمة الحزينة تفكيرى , وكنت اسمع من بعيد صوت الانين وغبار الخراب ورائحة الموت وهي تفتك بشعبنا الاعزل ..ما اقسى ما تعانيه الذاكرة من صورة الالام والاحزان , كنت اخفى وجهى وامسح دموعى لئلا يشعر احد بما اعانيه من احزان شعب غدرواّ به وادموا وجهه واذلّوه وشردوه.. لك الله ياحلب وياغادة الشام , ياواسطة العقد على امتداد الزمان ..كنت الاجمل من كل ملكات الجمال..كنا نشعر بالفخر بك اذا انتسبنا اليك, وكانت العيون تهفو اليك معجبة بصفاء نفسك ورقي ابتسامتك يا واسطة العقد الثمين, وكنا نشتاق الى نسماتك فى كل امسية ونرى من بعيد قلعتك الشامخة الحصينة المهيبة ..اخفيت كل ما كنت اشعر به , .كادت الابتسامة ان تموت فى ملامحى كانت ابتسامة حزينة ..وتعللت بالتعب والمرض لئلا يكتشف احد سر ما يؤلمنى.ويحزننى من ذلك الجرح الذى ينزف ليل نهار كلما تذكرت معاناة شعبنا ودموعه الحزينة .. ..
غدر الغادرون بك يا غادة الشام , وحقد الحاقدون عليك يا رمز التعايش والسلام, وتركوك اسيرة مكبلة الايدى , لا حراك لها بين متغالبين عليك ليسوا منك هم من قساة القلوب لم يرحموك ..ارادوا اغتصابك وانت الابيّة الشامخة , ولن تكونى ابدا امة رقيقة فى قصور الغادرين , لو احبوك لما اذلوك وشوهوا بظلمهم وسلاحهم نضارة وجهك , ولما سعدوا بتدمير اثارك ومساجدك وتراثك .. انهم ليسوا منك ولن يكونوا منك , لا عذر لاحد فيما يفعل من خراب وتدمير , جرح سيظل ينزف الى الابد ..صفحة سوداء مخجلة ستظلل ملامح كل من حمل السلاح وقتل به الابرياء , لاعذر لهم عند الله ولا عند الناس .. ولكنك يا درة الشام ستكابرين كل الجروح لكي تظلى انت بقيمك العالية وبشعبك الابيّ رافعة الراس عصية على من يريد اذلالك ياواسطة العقد وياغادة العرب والاسلام ..
من اعماق قلبى فرحت بفرحة اهل سوس وهم يعبرون عن اعتزازهم بتراثهم ويمسكون المقود بانفسهم ويحمون وطنهم بسيوفهم ويرفعون شعارا وطنيا تراه فى كل مكان فى المدن المغربية : لا تقيس بلادى .. ومعناه : لاتقترب ايها الاجنبى من ارضنا ولا تتدخل فى شؤوننا مهما كنت وحيتما كنت .
فى المغرب رمز يتعلق الشعب به , ويحتكمون اليه منذ قديم الزمان , يمسك بالمقود وينصت لما يسمعه من الام شعبه , ومن لا كبير له فقلما يعرف طريقه الى الصواب , ومن اعماق قلبى دعوت للمغرب ان يحفظه الله وان يديم عليه نعمة الاستقرار, ولاخوف على المغرب ما دام شعب المغرب يعرف طريقه ويحل مشاكلة بالحوارو ولا يسمح لاحد من خارج الاسرة المغربية مهما كان بالوصاية عليه. او التدخل فى شؤونه ….
اترك تعليقاً