صوفية اخلاق وادب

ذاكرة الايام.. صوفية. اخلاق وادب

لم أسمع من السيد النبهان طيب الله ثراه  خلال صحبتى له اية  كلمة اساء للطرق الصوفية التي كانت فيي عصره ولا اية كلمة انتقاص لمكانة شيوخها ، ولم يكن من اهل الطرق وكانت منهجيته مختلفة عن منهجيتهم  ومعاييره تعتمد علي اصول اخري. ، وكان يقول عن نفسه : طريقتي محمدية ، ما ثبت لدي عن رسول الله اخذت به من غير

تردد.   وكان يكره التوريث في المشيخة. الصوفيةً وتوارث الاسرار، وكان ينكر الكثير مما لم يثبت لديه بسند صحيح او كان معقول المعني  وراقي الدلالة ، لم ينتقد احدا باسمه ويكتفي بالتلميح بالاشارة لما يريد قوله ، وكان يكتفي  بتجاهل ما. كان ينكره  الا اذا كان منكرا ، ولاخلاف فى. ضلاله ، وكان يحترم  الكبار من رموز الصوفيه الاولين واعلامهم. ويستشهد باقوالهم ويتجاهل المتأخرين ممن ابتعدو عن الصوفية الاصيلة ، كان لا يحب ما تفعله العامة. في المجالس الصوفية من المبالغات والاحوال المتكلفة المعتادة في مجالس الذكر ، لمً تثر تلك الطقوس الصوفية اهتمامه في مجالسه الروحية. التي كانت مجالس بيان وتذكير ، واهمً صفةً كان يرددها ويحرص عليها في شخصية الصوفي صفة الادب مع الله اولا والادب مع الناس ثانيا ، الادب مع الله هي صفة الصوفي الصادق ، وهو الا يخوض فيما اختص الله بعلمه من امر الغيب ، والا يجعل نفسه وصيا علي العباد فيما كان من أمرهم ، اما الادب مع العباد فهو ان يحترم خصوصيتهم. فيما اختاروه لانفسهم. ، وكان يفعل الخير ما استطاع مع كل الآخرين ، واهم صفة فيه هو الزهد الصادق ، ولم اجد قلبه متعلفا باي شيئ من امر دنياه ، لم يتعلق قلبه بقربب او صديق ، ولا بما تطمع فيه النفوس بحكم العادة من امور الدنيا ، استطيع انً اقول انه كان مختلفا عنً كل الاخرين ومجددا فى الفكر الصوفي ومنهجيته التربوية ، ما زلت اتأمل في الكثير من اوصافه. الشخصية كما رابتها بنفسي عن قرب  من خلال تأملي فيها ، ما زلت استعيد الكثير من المواقف والملامح التي عشتها معه في طفولتي ، كان بالنسبة لي كالمدرسة  التربوية الحقيقية ، اعترف ان بعض الملامح الايمانية والروحية التي كنت اشعر بهاهي ثمرة لتلك الحقبة من حياتي بصحبة السيد النبهان ، وكان له تأثير حقيقي في شخصيتي وافكارى فيما بعد.. ،

( الزيارات : 535 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *