ذاكرة الايام..مجالس الادب فى الكلتاوية
كنت اتجنب الحديث الي العوام. الا اذا وجدت من يحسن. الاستماع.وينصت باهتمتم ، وكنت لاأحب الجدل ولا مجالس الجدال ، واضيق بمن كان يحب ذلك ويبحث عن ذلك , ،وكنت اناقش اهل العلم. ومن يحسن الفهم , واهم من كل ذلك من. يحسن الادب ، وترتقى المجالس بادابها. ، وجمال الجوار بادب الحوار ورقي اسلوب التعبير ، ولَم يكن من طبيعتي ان اخاطب العامة. في مجالس العامة التى يقع التنافس فيها على تناول الكلمة , وكنت اكره حديث المتاسبات في المناسبات الاجتماعية التى تكثر فيها المبالغات المعتادة الي درجة كنت فيها لا اجد ما اقوله من العبارات ، واشق. شيئ واقساه علي النفس الا تجد سامعا يفهم عليك ما تقول ، والمكان الوحيد الذي كنت اتكلم فيه. امام العامة. في المجالس العامة. هو حديث. الجمعة . في الكلتاوية في حلب ،مكان السيد النبهان طيب الله ثراه ، ولَم اكن اتكلم في قضايا علمية واكتفى بالكلمات التوجيهية , ًوكنت احرص ان اتكلم بنفس المنهجية. التربوية التي اشتهربها السيد النبهان ، وكنت في مجالس الكلتاوية. اتحدث بروحية الكلتاوية. التربوية ذات النزعة الصوفية البعيدة عن المبالغات الممعتادة التى يحبها العامة ، وقد اشتهرت. مجالس الكلتاوية بالادب فى كل المناسبات والالتزام بالضوابط الشرعية ، وكان ذلك بتأثيرالمنهجية . التربوية . للسيد النبهان طيب الله ثراه فى حياته ، وكان من اهم. اعمدة منهجه. التزام الادب. ،بكل دلالاته ، الادب مع الله اولا والادب مع خلق الله ثانيا , والادب مع. كل شيئ مما سخره الله للانسان. وذلك بحسن استماله فيما سخره الله له ثالثا ، وهذا المعني تعلمته من السيد ، وكان من عادته كلما. استخدم الصابونة. في غسل يديه. انه يقوم بتنظيفها. ويعيدها نظيفة الي مكانها وقال لى : حق الشيء ان تعيده كما كان بنظافته ، وكان يضع كل شيئ في مكانه. الطبيعي، ويعتبر ذلك من الادب مع الاشياء التي سخرها الله للانسان لكي يحسن. استخدامها ، واهم ما كان يهتم به النظافة في كل دلالاتها المادية والمعنوية ،. نظافة المكان. ونظافة الملابس ونظافة الاشياء ، واهمً كل ذلك نظافة القلوب. من كل الاوساخ والكدورات.< واخطرها الحقد والحسد والعجب والكراهية وتلك هي امراض القلوب التى تحتاج الى علاج .,لكي تؤدى مهمتها التى خلقت لها ، وكانً مما يثير اهتمامي حسن فهمًه لمعني الاسلامً كمنهج. لاجل كمال الحياة ، وسألته يوما عن امر كان يكرهه : هل هو حرام ،قال لي : لا ليس حراما. ، ولكنني لا احبه. واضيق به لانه مناف للكمال الذي يليق بوصف الكمال وقالى لى : الكمال فى الاولى , وليس فى خلاف الاولى ولو كان معمولا به ، وعندما كنت. اتكلم في الكلتاوية كنت اجد الادب. في كل مجالس الكلتاوية مع كل من تربى فى الكلتاوية وتأثر بادب الكلتاوية ،. وكان هذا مما يشجعني. علي الحديث فى الكلتاوية ، كان اخوان الكلتاوية يعتزون بصفة الادب واشهد لهم بذلك ، وكان هذا مما. كنت احبه في الكلتاوية.النبهاية المؤتمنة على تراث السيد النبهان , ولَم اجد مثل هذاالادب في مكان اخر بمثل ما هو عليه في الكلتاوية ، الادب اولا والادب ثانيا. والادب ثالثا ، الادب خلق راق , وهو اهم صفة في الانسان ، انه اسمي تعبير عن رقي صاحبه ، الادب خلق الكبار ولا يتقنه الصغار ابدا , ولا يفهمونه وان ادعونه لانفسهم ، وتذكرت انني عنددما كنت فى القاهرة فى ايام الدراسة وزرت. احد اكبر العلماء مكانة في مجتمعه وكان حجة ، وكنا نتحدث عن قضية علمية ، وذكرت موقفا وقلت له : الادب مع الله ، نظر الي متعجبا ، وكاد ان ينكر علي ذلك ، لم يعتد سماع كلمة الادب مع الله وتلك مرتبة روحية ، وكان يهتم بالاحكام. الفهية ، وكان يكرر : هذا حرام. وهذا حلال ، وهذا مكروه وهذا. مستحب ، وتراجعت سريعا. ، وادركت. انه خارج هذا. الاهتمام ولا يحسن فهمه ،. وتذكرت صديقي الدكتور يوسف الكتاني. في المغرب ، وكنا نتحاور ونتحدث في قضايا كثيرة ، وعندما كنا نصادف شخصا خارج تلك التربية الروحية كان يقول لي. : هذا. خارج. ما تربينا عليه ، وكنت اشعر ان الرابطة الروحية جامعة لما تفرق من القلوب, وهي تقرب ماكان بعيدا ، وكنت في مجالس الكلتاوية. اجد الادب. في مجالس العامة كما كنت اجده فى مجالس علماء الكلتاوية ، كانوا ينصتون بقلوبهم ويستفيدون. بادبهم. ، ومجالس الادب تورق فيها الاشجار وتكثر فها الثمار , واهل الادب يستفيدون بادبهم اكثر مما يستفيد اهل العقول من كتبهم …
أعلى النموذج
أسفل النموذج
اترك تعليقاً