كلما ارتقى المجتمع ارتقى أسلوبه في التعبير عما يشعر به من انفعالات في لحظات الفرح والحزن وارتقى سلوكه في التعبير ، تأمل ملامح الإنسان وهو يعبر عن نفسه وسوف تكتشف عظمة ذلك الإنسان أو صغاره في المواقف والسلوكيات ، في لحظات الغضب كيف يغضب وكيف يعبر عن غضبه ، وفي لحظات الفرح كيف يتصرف وكيف يعبر عن فرحه ..
يتميز الإنسان بعقله الذي يمكنه من التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ ، اغضب ولكن أحسن التعبير عن غضبك ، فلا تظلم ولا تتجاوز بكلمة جارحة أو سلوك مستفز أو عدوان على الآخر ، لا شيء يمنعك من التعبير عن انفعالاتك ولكن كن راقياً في التعبير عاقلاً في الاختيار ، أوصل رسالتك إلى الآخر وانتظر جوابها ، إذا أخطأت فانتظر رسالة خاطئة ، وإذا أحسنت فانتظر رسالة راقية ، اربح ولا تخسر ، ثقافة العنف تولد سلوكيات العنف ، ابتداء من الأطفال وانتهاء بسلوكيات الإنسان مع الإنسان والحاكم والمحكوم ، ولا حدود لأثر العنف في توليد التوترات النفسية والانفعالات الغضبية ،.
العنف لا يحل مشكلة أبداً لأنه يضاعف المشكلة ، وما هو ممكن يصبح غير ممكن ، وما هو مذموم ومكروه يصبح مقبولاً ، ما أقسى ما يفعله الجهل بأصحابه عندما يسيطر الغضب على النفوس ، العنف لا يحقق هدفه لأنه يضاعف الاحتقان ويطيل الأزمات وفي ظل العنف تخلو الساحة من العقلاء والحكماء وتنتشر ثقافة جديدة منافية لكل ما جاء به الإسلام من قيم وحقوق وأخلاقيات وسلوك ..