مفهوم الزهد

مفهوم الزهد


الزهد صفة إيجابية وليست صفة سلبية، هي تعني الحياة ولا تعني الفناء، تعني العمل ولا تعني الكسل، تعني الرقي في الاهتمامات ولا تعني إماتة الرغبات، فالزاهد قد يكون الأفضل في عمله وتجارته ومظهره وملبسه، ويجب أن يكون الأفضل على الدوام، لأنه متحرر من الخوف من الفقر ومتحرر من الشهوات ومتحرر من صفة النهم في طلب الأشياء، فهو دائم الفرحة لعدم وجود ما يدفعه للطمع والخوف…. فالدنيا موجودة في حياته وليست موجودة في كيانه، تخاف منه لتحرره منها ولا يخاف منها لزهده فيها، تلاحقه فلا تلحق به لأنه معرض عنها، تبحث عنه فلا تجده لأنه راغب في غيرها، تريد أن تأنس به وهو يأنس بغيرها مما تعلق قلبه به لا يفرح بموجودها من لذائذها ومتعها وشهواتها ولا يحزن على مفقودها، يستوي عنده مادحه وذامه، لأنه يعلم أن الله تعالى يعلم مافي قلبه، والمدح والذم سيان عنده لأنه لا يفرح بما ليس عنده ولا يحزن لما سلب منه.

( الزيارات : 3٬232 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *