أهمية تكوين الإنسان

أهمية تكوين الإنسان

ليس المهم أن ننشئ المؤسسات العلمية، وإنما المهم أن ننشئ الإنسان داخل هذه المؤسسات، أن ننمي في ذاته القيم الإنسانية الرفيعة، أن نعلمه كيف يعتز بكرامته وحريته، وعالمنا العربي والإسلامي لا يشكو من نقص في الجامعات والمعاهد وفي الأساتذة والمتخصصين وإنما يشكو من تخلف المناهج التربوية وانحدار مستوى أدائها، ولا بد من تكوين الإنسان المؤهل لانتمائه للأسرة الإنسانية، وأهم شرط في ذلك ألا يفرط في حق من حقوقه الإنسانية، وأن يرفض كل أشكال العبودية الذليلة، وأن يدافع عن قيم الحرية والمساواة والكرامة، وألا يهادن رموز الشر في المجتمع، وأن يدافع عن أرضه وثقافته وحريته، ولا حدود لحق المستضعفين والمستذلين في الدفاع عن حريتهم وكرامتهم، وما فرض الجهاد إلا لتمكين الإنسان المستذل  من مقاومة رموز الظلم والشر في المجتمع، ولا قداسة لقوة إلا بحق مشروع، ولا عذر لمضطهد تنازل عن حقه المشروع في المقاومة والجهاد..

ما أغبى مؤسساتنا التعليمية وهي تركز مناهجها التعليمية على قواعد اللغة وجزئيات الفروع في مختلف العلوم ثم تتجاهل أصول الدين ومبادئ العقيدة التي تعلى من مكانة الإنسان في الكون، وتدعوه صباح مساء لحماية حقوقه الإنسانية بكل الوسائل التي تمكنه من التعبير عن قدسية تلك الحقوق.

حاولت خلال فترة إدارتي لدار الحديث الحسنية أن أقوم بالعناية بالمناهج التربوية، سواء في مناهج التدريس أو في اختيار الأطروحات العلمية والدراسات، وقد يظهر هذا الأثر في الأطروحات العلمية ، الدبلوم والدكتوراه، وكنت أشجع الباحثين عن اختيار الموضوعات العلمية التي تشجعهم على اقتحام معاقل الفكر الإسلامي وحصونه،

وأعتقد أن اختيار موضوع الأطروحة هو المنعطف الأهم في حياة الباحث الجامعي لأنه يقوده إلى فضائه الخاص به، فإذا كان الفضاء مطلا على قضايا فكرية جادة اضطر الباحث للبحث فيها والتأمل في قضاياها، ويحتاج الباحث إلى موهبة تمكنه من الخوض في غمار القضايا الفكرية الجادة، فإذا انعدمت هذه الموهبة فلا يقع التوافق بين الباحث والبحث، وسرعان ما تفشل المهة.

( الزيارات : 1٬452 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *