اتحدوا في جنيف

سورية

أهم نقطة ضعف في الأزمة السورية أن المعارضة ليس فيها كبير يُحتكم إليه ويكون مرجعاً لكل المجموعات والقيادات يثقون بحكمته ويرضخون لتوجيهه يوحد كلمتهم في المطالب المشروعة ويفصل بينهم في المنازعات ، ويكون هو الكبير الذي لا كبير غيره ، المهم ألا يظهروا أمام العالم باختلافهم في أمرهم ، في كل صغيرة وكبيرة ، والكل يريد أن يكون زعيماً وكبيراً ووصياً على كل شيء وإذا لم يعترف له زملاؤه بذلك فهو غاضب وناقد ومنسحب ، ولا يدري أنه يوقف قطاراً عن السير وتتوقف بذلك كل رحلاته ، أي ثقة بقطار لا يتوقف في محطاته ولا يلتزم بمواعيده ولا تكون الرحلة فيه آمنة ولا تدري متى تصطدم عرباته بجدار أو يسقط في واد يصادفه فجأة ..
ليس المهم من يكون رئيساً لكم ، ولكن المهم أن يملك القدرة على أن يمسك بالمقود وأن يتحكم بالكوابح ، وألا يسرع حيث يجب التوقف وألا يتوقف حيث يجب عليه السير ..
اتفقوا على كبير فيكم واحتكموا إليه ، فأنتم لكم قضية فلا تجعلوا خلافكم هو القضية ،
دعوا العالم يُعجب بكم وبصمود شعبكم ورقي مواقفكم وسمو أهدافكم والتزامكم بالثوابت ،ولا تكشفوا عن مواطن الضعف فيكم ، اختلفوا ما شئتم ولكن لا تشعروا أحدا بما تختلفون فيه ، اخرجوا إلى العالم وأنتم متكاتفون متضامنون تعرفون ماذا تريدون وكيف تحسنون في اختيار طريقكم إلى هدفكم ..جنيف لن تعطيكم شيئاً إذا لم تكونوا أقوياء ومتماسكين وتعرفون كيف تنتزعون الميداليات الذهبية فى المباريات التي يتابعها العالم كله ، كونوا لاعبين أكفاء لكي يصفق العالم لكم ، إن لم تربحوا في جنيف فعلى الأقل لا تخسروا الجمهور الذي جاء لكي يصفق لكم ويتعاطف معكم فى قضيتكم …

( الزيارات : 1٬438 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *