أدب الصداقة

أدب الصداقة

لا يستقيم أمر الصداقة إلا بالنزاهة والعفة واحترام أخلاقيات الصداقة وأن تكون صداقة ناتجة عن قناعة كل من الصديقين بحاجته للآخر ، وأن يجد كل صديق تمامه فيمن يصادقه ، أو أن يرتاح له وأن يثق به ، وليس من الصداقة أن تكون غايتها تحقيق مصالح متبادلة ، فهذه صداقة مصالح ، ولا تدوم إلا بتحقيق كل طرف مصالح الآخر ، والآخر لا يصادقك لأجلك وإنما لكي يأخذ منك بمقدار ما يعطيك إياه ، إن لم تملك ما تعطيه إياه فلن يصادقك ، إن أردت أن تأخذ ولا تعطي أو لا تملك ما تعطيه فلا تتوقع أن تدوم هذه الصداقة ، لا أحد يعطيك بغير ثمن يأخذه منك ، التمس العذر لصديقك إن لم يستجب لما تطلبه منه ، فقد لا يستطيع ذلك ،وقد يكون طلبك محرجا له ، ولا تطالبه بان يكون معك فى طلب خاطئ او كنت متجاوزا ، لا تطلب من صديقك ما لا يقدر عليه ، لا تطالبه أن يضحي لأجلك ، لا تشعره بالتقصير وإن قصر معك ، لا تصادقه لأجل مصلحتك فلا أحد يقبل أن يصادقك لأجل أن يحقق لك مصالحك ،إياك أن تفترض أنك تملك الذكاء وحدك ، فمن تصادقه لأجل المصلحة يفهمك جيداً ، ويعرف لماذا تصادقه ، فأما ان يطلب منك ثمن الصداقة أو ينهى هذه الصداقة .. أحياناً لا يستجيب لك لكي يوجه لك رسالة معبرة عما يريده منك ، أما الا تتجاوز أوان تدفع الثمن ..افهم الرسالة جيدا ..قد لا يكون الثمن ماديا ..
لا صداقة مع انتفاء النزاهة فيها ، صداقة المصالح تنتهى بانتهاء أسبابها ، وغالبا ما تنتهى بخلاف ونزاع لانتفاء الصدق فيها والإخلاص ،
الصداقة الحقيقية نادرة ولا تدوم الا بتمام النزاهة وان تكون لله لا لأي غرض آخر

( الزيارات : 2٬608 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *