أدب الكبار

أدب الكبارالأدب

اعتدنا في كل ما نكتب أن نطالب الصغير سواء كان طالباً أو ولداً أو مريداً أو عاملاً أو خادماً بالأدب مع الكبير سواء كان معلماً أو أباً أومرشداً وكأن الصغير هو المكلف والكبير خارج نطاق التكليف الأخلاقي والشرعي والحقوقي ..
هذا هو الخطأ , وهذه هي التربية التي أساءت لكثير من مفاهيم التربية , وأثمرت أسوأ الثمار في حياتنا وأقامت علاقات خاطئة بين كل الأطراف من الاحقاد والمشاعر المكبوتة من الكراهية أو عدم الإحترام أو سلوكيات عدم الوفاء ..
لا أحد خارج نطاق المسؤولية والتكليف , وكلما كبر الإنسان كبرت مسؤوليته , فهو راع وكل راع مسؤول عن رعيته فالأب راع والأستاذ في المدرسة راع والمرشد راع وكل كبير هو راع , والرعاية لا تعني وجوب الطاعة على الصغير وإنما تعني المسؤولية على الكبير أن يلتزم بما تتطلبه الرعاية من حقوق ومسؤوليات..
لا عذر للكبير إذا أخطأ , ولا عذر للأستاذ إذا تجاوز , ولا عذر للأب إن تجاهل حقوق أولاده عليه ..قد يلتمس العذر للصغير إذا أخطأ ولا يلتمس العذر للكبير لأنه كبير فإن لم يلتزم بأدب الرعاية وأخلاقية المسؤولية فليس كبيرا ..
كن أيها الكبير كبيراً في مواقفك وكبيراً في تسامحك وكبيراً في تجاهلك لتقصير من حولك بحقك ..علمهم الأدب بأدبك وعلمهم الأخلاق بأخلاقك وعلمهم الوفاء بوفائك لهم ..
أيها الأستاذ في مدرسة أو جامعة أو في إشراف على أطروحة لا تشتك من تقصير طلابك بحقك ولا تغضب منهم إن أساؤوا الأدب معك ..لو لم تتجاوز لما تجاوزوا ..كن أكثر أدباً لكي تعلمهم الأدب معك ولكي يكونوا مؤدبين في تعاملهم معك , كن وفياً معهم لكي تعلمهم معنى الو فاء ..لا تستخف بهم لأنهم طلابك فإنهم يملكون من الكرامة ما تملك, ومن الحقوق عليك أكثر مما تملكه أنت عليهم فمهمتك أن تكون معهم معلماً ومؤدباً وناصحاً وقدوة صالحة, فكن كذلك أيها المعلم لكي تكون في قلوب طلابك رمزاً مضيئاً كلما أظلمت الدنيا عليهم يستمدون منك القوة ويرون فيك الكمال في الأخلاق والفضيلة في الصفات ..

( الزيارات : 1٬047 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *