علمتني الحياة …

فقرة من كتابى : علمتنى الحياة الذى كتبته قبل عشر سنوات وهو غير مطبوع ونشر الجزء الاول منه .. وهذه السلسلة كانت منشورة منذ سنوات فى موقعى القديم
علمتني الحياة أن الحكم لا يمكن أن يستقر ويدوم إلا بنظام سياسي يشعر جميع قوى المجتمع وأحزابه وطوائفه بالمشاركة في الحكم وفق معايير عادلة , ولا يدوم حكم ولا تستقرّ أوضاع مجتمع مع استئثار فريق من المجتمع بالسلطة , وحرمان الآخرين من المشاركة , ولاشيء يحرك النفوس والأحقاد مثل الاستئثار بالسلطة اعتماداً على القوة , باسم القبيلة الأقوى أو المدينة الأكبر أو الحزب الوحيد الحاكم أو الطائفة الكبرى , ولا يمكن للأقوى أن يلغي الأضعف , ولا يمكن للأكثرية أن تلغي حقوق الأقلية , ولا يمكن للغالب أن يلغى المغلوب , ومن المؤكد أنّ الطرف المغلوب والمستضعف سيدافع عن وجوده وحقوقه , فإذا لم يحقق الانتصار بسبب ضعفه فإنه سيقلق الطبقة الحاكمة ,وقد يستخدم العنف لتحقيق غاياته , ومن أراد استقرار مجتمعه فعليه أن يقرّ قانونا عادلاً وأن يضع قواعد للمشاركة العادلة في الحكم , ولا بد من تداول السلطة بين قوى المجتمع , ولا شرعيّة للحزب الحاكم إذا استأثر بالسلطة اعتماداً على السلطة , ويجب أن تحترم إرادة الأمة من خلال ا لمؤسسات الدستورية في اختيار نظام الحكم , ولا قيمة لانتخابات مزوّرة يتحكم فيها المال والنفوذ, فهذه الانتخابات تزيد من نقمة الشعب لأنها تُزوِّر إرادته ، ومشاركة الجميع في السلطة يريح النفوس , ويزيل الأحقاد , ويكفل الاستمرارية والاستقرار .