أسرار صلاة السحر…
ما أروع وقت السحر ؟ وما أجمل المشاعر التي يشعر بها الإنسان وهو يتأمل الكون ويشعر بالصفاء الروحي ، ويدعو الله تعالى ويحسّ بالقرب منه ، ويصلي صلاة السحر ؟
وهي ليست كبقية الصلوات في صفائها وفي صدقها ، ويشعر المصلى أنّ صلاته تعمّق في كيانه محبّة الله ويشتاق إلى ذلك الأنس بالله الذي يغمره وينمي فيه مشاعر الرحمة والخير وتخبو مشاعر الشرّ في قلبه ، فلا ينبض قلبه إلا بمحبة النّاس ، ويتمنى الخير لكلّ الخلق ، ويشعر بفضل الله عليه فيحمده ويشكره حمداً لا كما اعتاد أن يحمده ، وشكراً يختلف عن شكره المعتاد ، إنّه حمدٌ يحس به وكأنّ كلّ ذرةٍ فيه تنطق بذلك الحمد وذلك الشكر ، وتصغر لديه الدنيا ويزهد بكلّ ما فيها ، ويرى نفسه متحرراً من التعلقات الدنيوية ، فلا يخاف من حاكم ولا يهاب من ظالم ، ويرى الله وكأنّه يطوّقه بالعناية ويحيطه بالرعاية ، فيطمئن قلبه وتغمره سعادةٌ لا حدود لها ، ويتمنى أن تطول هذه اللحظات ، وقد يرد عليه واردٌ فيغيّر من حاله ، وتتغيّر اختياراته ، ويصبح أكثر سمواً ورحمة ، ويتعلّق بالفضائل وخصال الكمال ، وتزداد محبته لله ولرسوله ، ويرى في الرسول صلى الله عليه وسلم رمز الكمال والخلق الحسن ، ويتعلق بالشمائل المحمديّة ويشعر كأنّ الله تعالى يراه في كلّ خطوةٍ ويراقبه ويرعى أمره .
اترك تعليقاً