اسطورة الحقوق الدينية لا سرائيل..

ذاكرة الايام.. اسطورة الحقوق الدينية لاسرائيل.
بتاريخ 21 من شهر يوليو عام 1985 نشرت مقالة صحفية فى جريد الرأي العام الكويتية بعنوان اسطورة الحقوق التاريخية والدينية لاسرائيل تكلمت فيها عن مدى صحة هذه الدعاوى التى تتجدد فى كل مناسبة والتى اعتمد عليها مندوب امريكا فى كلمته قبل يومين فى مجلس الامن مبررا فيها موقف حكومته التى اعترفت فيها بحق تاريخى وديني لاسرائيل فى القدس , اكثر من اثنين وثلاثين عاما مضت على تلك المقالة , وما زال الغرب كله وربما العالم يعتقد به وهو ان اسرائيل هي مالكة تلك الارض تاريخيا وهي تطالب بهذ الحق الذى اغتصب منها وهو حق الهي اعطاه الله لشعبه المختار , اكذوبة رائجة لا اساس لها من الصحة , ولكن العالم كله يرددها , لا اتكلم من منطلق عاطفى وقومي ضيق وانما من منطلق تاريخى معتمدا على بحوث علمية , لا احد ينكر ان فلسطين هي ارض الكنعانيين قبل العبرانيين وهم اهلها وسكانها من قبل , وكانت هناك هجرات متعاقبة من مختلف القبائل المهاجرة من مصر بعد ان اضطهدهم الفراعنة وطردوهم من ارض مصر, ومن هذه القبائل قبيلة عابرو التى هاجرت مع القبائل الاخرى الى فلسطين واستوطنت فى ارض فلسطين والمراد بها العبرانيون الذين عرفوا فيما يعد باسرائيل , ولم يرد اسم اسرائيل فى الكتب التاريخية الا بعد ذلك , وقد اكد هذه الحقيقة التاريخية الفيلسوف الفرنسى الشهير كارودى الذى اسلم فيما بعد, وقد اكد لى بنفسه هذه الحقيقة التى كتبها فى كتابه المعروف اسطورة الحقوق التاريخية لاسرائيل , وقد حوكم بسبب هذا الكتاب واضطهد ..
من المؤسف ان كثيرا من الناس يؤمن بذلك الادعاء , لست من المختصين فى التاريخ القديم لكي اناقش ذلك وانما احيل اهل الاختصاص الى كتاب كارودى المذكور الذى ناقش فيه فكرة الشعب المختار واعتبر ذلك جريمة ان يكون هناك من هو متميز عن الاخرين , والحق الالهي وارض الميعاد كلها عبارات يراد بها التأثير الدينى على اليهود لاستمالتهم الى الطموحات السياسية , مازال التوظيف الدينى لاقناع يهود العالم بالحق الدينى والقداسة لذلك الحق لا قناع يهود العالم بالهجرة وتحمل مشاق الهجرة والتضحية والصمود دفاعا عن قدسية الحق فى القدس وفلسطين , حق اليهود الافتراضى لا يكون باغتصاب الارض من اهلها من المسيحيين والمسلمين , فلسطين لكل اهلها والقدس مقدسة فى نظر الجميع , الصراع الدينى اشد خطرا ولا يتوقف وآثاره مهلكة , ومن حق كل شعب ان يتمسك بحقه من غير انفراد به , التوافق هو منهج العقلاء والحكماء , استخدام الدين لتبرير العدوان جريمة فى نظر الدين , لا شيء يكون عن طريق القوة , واذا كان فلا يمكنه ان يدوم او يحقق امنا واستقرارا , الصراع بين الشعوب والاقوام تتحكم فيه المصالح الدنيوية والمغالبات , ولا بد من العدالة فيه فلا تكون العدالة لفئة دون اخرى , ما اشد قسوة الطامحين على المستضعفين الذين يقدمون لهم الدين بطريقة مختلفة عما يريده الدين من الانسان , معيار التفاضل عند الله هو الايمان والعمل الصالح وليس عدلا ان يكون هناك من هو اقرب الى الله من غيره , رسالة السماء واحدة وتدعو الى الخير العام والعدالة والسلام , التطرف الدينى هو وليد الظلم والجهل بالدين وليس وليد الدين , عندما يشعر اي شعب بالظلم فلا بد له الا ان يغضب ويدافع عن حقوقه فى ارضه وفى كل ما يعتقده حقا من حقوقه , عندما تكون القدس عاصمة فلسطين وفلسطين لكل اهلها من كل الاديان التى تؤمن بقداسة القدس لن تكون هناك صراعات ولا دماء , من حق الفلسطينيين ان يدافعوا عن ارضهم , من حق اهل فلسطين ان يدافعوا عن حقوقهم المشروعة وليس من حق احد ان يمارس دور الوصاية على الفلسطينيين او يضغط عليهم بما يرونه مضرا بمصالحهم , من حق الفلسطينى ان يكون حرا فى اختياره لمواقفه وهو اولى بالقرار الذى يراه عادلا ومرضيا ومنصفا ..

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
 
 
 
 
 
 
 

تعليق

( الزيارات : 1٬156 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *