اسلام الفطرة والاستقامة

كلمات مضيئة..اسلام الفطرة والاستقامة
كنت اري الاسلام الحق لدي افراد من عامة الناس تعرفهم بسيماهم وينشرح قلبك لهم ، قد يكونون اقل شهرة ومكانة فى مجتمعهم   وابعد عن السلطة  ورموزها , ومعظم هؤلاء  لا يعرفون من العلم الا قليلا مما يعرفه عامة الناس  ، وهم اهل فطرة وعقيدة وايمان ، و في الوقت ذاته  هم اهل استقامة ونزاهة. واخلاق ، اذا تكلموا احسنوا الأدب، واذا انصتوا احسنوا الفهم ، هم اقرب الي الله من كل الآخرين محبة  وطاعة واستقامة ، ورأيتهم. اعمق فهما للاسلام من معظم اهل العلم ممن ينتمون  الى طبقة العلماء والفقهاء  الذين هم اعلم منهم بالادلة  والاحكام   ، كنت احبهم من بعيد وأحترم ما هم فيه ، واشعر انهم اقرب الي الله وآحب اليه. . هم يَرَون انهم مقصرون ولايرون انفسهم فيما يفعلون ، يحاسبون انفسهم. كل يوم علي كل هفوة تصدر منهم ولو من غير ارادة او عزم ، هم اهل صفاء ويحبون الخير ، ولا يتوقع الشر منهم ابدا ، انهم يعتذرون عن كل تقصير ، هؤلاء يرتجي منهم الدعاء في كل شدة ، وهم لا يطمعون فيما ليس لهم. ولا يحقدون علي من اساء اليهم ، ومن طبيعة هذا الصنف من الناس انهم لا يكثرون من الكلام ولا يتدخلون فيمالا يعنيهم من امر الاخرين ، هؤلاء ء ليسوا في الصفوف الامامية فى مجتمعهم  ولا يحبون ذلك الظهور ولا يشعرون بذلك الغرور ، واذا تكلموا احسنوا الأدب فيما يقولون واذا اتجهوا الي الله في عبادة احسنوا فيما يفعلون ، ولا تشغلهم دنياهم عن آخرتهم ، هم يتجاهلون ما يساء لهم فيه من غيرهم وليسوا غافلين عنه. ، هم اهل عفة ونزاهة وتقوي ، واهم أوصافهم الأدب مع الله والأدب مع كل عباده ، هل  يحتاج مجتمعنا الي هذا الصنف من الناس ، يظن الجهلة ان. الإقبال علي الله يعني إهمال امور الدنيا والتفرغ للعبادة و القعود عن السعي في الدنيا والزهد فى كل شيء ، واري هذا من الجهل في فهم رسالة الاسلام ،. معيار الدين هو العمل الصالح ، وليس القعود عن السعي من العمل الصالح ، ومن العبادة. السعي. في الارض لاجل كمال الحياة وتوفير اسبابها ، كنت آجد العبادة في ذلك الاب الذي ينهض كل صباح لكي يعمل لتحصيل كسبه والإنفاق علي نفسه واولاده، وكنت اجد العبادة في تلك الأم التي تربي اولا دها وتبذل جهدا في. خدمتهم وتعليمهم وتكوينهم وخدمتهم ، عندما. تفهم رسالة الدين نكون اكثر نشاطًا في حياتنا لاننا نجد في العمل عبادة ولو لآجل الكسب ، لم اكن. اري في الزهد المعبر عن الاهمال  فضيلة ، الزهد الحقيقي الا يتعلق قلبك بالدنيا لكيلا يدفعك الطمع في الدنيا الي ظلم الآخرين، لقد اراد الله الحياة وامر عباده بالسعي فيها لكمال الحياة ، فالعاملون في الدنيا لآجل كسب اسبابها هم الاقرب الي الله ، اما القاعدون عن الكسب اتكالًا وكسلا واعتمادا علي الغير فلا اجدهم في مقاعد الصالحين ولو ادعوا الصلاح وتظاهروا بالتقوي ، الزهد الناتج عن الكسل ليس فضيلة ابدا ، العمل في الدنيا فريضة دينية لاجل الكسب والحصول علي الرزق بالاسباب ، وهذا معني التكليف والمسؤولية ، هذا الزهد الناتج عن الكسل ليس من الصوفية الحقيقية الصادقة ، تلك صوفية مذمومة وهي صوفية الكسالي. والجهلة التي يجب ان تجرد من صفة التصوف ولا تنسب الى الصوفية التى تهتم بالكمال وتسعى اليه والكسل ليس من الكمال والكسالى ابعد الناس عن الكمال ، صوفية الاعتماد علي الاخرين هي من مخلفات الجهل والتخلف. ، من اراد الدين مطيته الي دنياه خسر مسعاه ولَم ينل من دنياه. الا القليل المقترن. بالمذلة. ، الدين منهج حياة وتكليف ورقي في فهم تلك الحياة بحيث تتحقق بذلك ألمنهج.القيم الانسانية ذات الخصائص الروحية البعيدة عن الانانية البغيضة في الحقوق والعنصرية المذمومة. في معايير التفاضل وتلك الحرية التي تمكن. الاقوياء من الطغيان في الارض وظلم المستضعفين تحت شعار الحرية الفردية والتنافس غير العادل ، لا تنافس خارج العدالة ، وكل حق ناتج. عن فساد في مفاهيم العدالة لا يعتد به في مجال الحقوق  والملكيات الفردية ، التكافل منهج. يعبر عن رقي الانسانية ويحمل القوي الضعيف. ويتكفل كل مجتمع. بضعفائه من الشيوخ والعجزة والاطفال,  واهمهم هم الايتام الذين هم امانة لدى كل مجتمعهم وجوبا دينيا ويجب ان توجه الوصيايا الشرعية  لهم وجوبا دينيا لا خيار فيه  ويقره القانون ويفرضه ، وليس من التكافل ان يحمل الكسالي والقاعدون والمتكؤون علي الأرائك الذين يرضون لانفسهم. بالقعود مع العجزة والمعاقين ، لا فضيلة لقاعد عن العمل كسلا وزهدا ، لا توارث لأموال الفساد ولا لأي حق ادَّعاه صاحبه لنفسه عن طريق الاستغلال ، لا يثبت الحق الابصدقه ووضوح نشأته والتأكد. من شرعية اكتسابه ، مالا شرعية له من الحقوق. لا يورث ، والحق كالانساب لا تثبت الا بدليلها المؤكد لها ، لا تًوارث خارج قيمة الجهد العادل ، ولكل فرد قيمة جهده وإنتاجه ، اجر العامل في عمل منتج هو ما ينتجه ، ولا ينتقص منه شيئا واقله. تكلفة العامل في كمال حاجاته ، وقد أدي انتقاص اجر العامل الي تلك الملكيات الفاحشة الناتجة عن سرقة قيمة الجهد وقيمة الانتاج بادعاء العدالة في الحقوق ، واية حقوق هذه هي التي تكرس الطبقية الاجتماعية ، وتعتبر الحياة للاقوياء دون الضعفاء ، وتمكن الظالمين من المظلومين تحت شعار. العدالة والقانون ، وكنت اريد ان افهم الاسلام من روحية كلام الله ومن منهجية عصر النبوة كما نقلت إلينا في كتب السيرة قبل ان تعبث بها المصالح الدنيوية والاعراف الاجتماعية التي. غيبت صورة الاسلام الحقيقية كما جاءت من عندالله واصبحت خاضعة لمعايير مجتمعها في مفاهيم العدالة في الحقوق. ،  وعندما كنت اتابع بعض الاحكام اسأل نفسي هامسا وبصوت غير مسموع : هل هذا هو الاسلام ، الاسلام الحق يستمد من نصوصه التي جاءت من عند الله القران الكريم والسنة الصحيحة ، ويؤخذ من عموم الخطاب التشريعي والتوجيهي الذي يضع الاصول لتلك الحقوق ، واهمها. احترام الأسرة بكل مكوناتها كركن في البناء الاجتماعي ، واحترام الحقوق في كل العلاقات الانسانية وفي الاموال والعقود ، وتحريم اكل اموال الناس بالباطل عن طريق‏ كل صور الاستغلال ، وهنا ك مصلحة المجتمع في تكوين نظامه الاجتماعي وتفويض من يراه لحماية ذلك النظام ، ولا اجد الدولة خارج ذلك التفويض الارادي المتجدد الذي تحكمه المصالح ، ذلك الاسلام هو الذي كنت اراه من عند الله وهو الذي جاء به رسول الله ، كمنهج. للحياة لكي تستمر به تلك الحياة التي استخلف الله الانسان عليها لكي يضمن اسباب استمرارها بالنظم العادلة التي تمنع ذلك التدافع ان ينقلب بسبب الانانية والفردية الي عدوانية ظالمة يحميها ذلك القانون الظالم الذي وضعه الانسان لكي يحمي به عدوانه ، ، تعالوا نبحث عن ذلك الاسلام في ملامح اولئك الصالحين من عباد الله الذين فهموا الاسلام بفطرتهم الصافية النقية فلم يعبثوا به بعقولهم التي تتحكم فيها الاهواء وتوجهها المصالح الدنيوية بعيدا عن ذلك الاسلام ..

 

( الزيارات : 831 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *