اصناف الناس فى طريقك

ذكريات الايام…اصناف الناس فى طريقك
فى رحلة الحياة يصادف الانسان اصنافا من الناس لا بد من التعايش معهم , لا خيار لك الا ان تلقاهم فى طريقك , بعضهم يسعدك وبعضهم يزعجك ,و بعضهم يحبك وبعضهم يكرهك او يضيق بك , لا تنشغل كثيرا بهم ولا يقلقك امرهم فهذه هي الحياة , وكل من تلقاه هم رفاق طريق لابد منهم , والطريق لست انت مالكه ولست انت المتحكم بمن فيه , ولاوصاية لك على الصالح منهم او الفاسد , فكلهم شريك لك فى هذا الطريق , ولا تكتمل الحياة الا بكل اصناف الناس , ولا تكون ممتعة الا بكمال مافيها من احداث تسرالناظرين او لا تسرهم , وهنا يبرز دور الانسان فى كيفية تعايشه مع هذه الاصناف المختلفة فى تكوينها وفى تربيتها وفى اخلاقياتها وفى عواطفها ويتفاضل الناس فى قدرتهم على التحكم فيما يحيط بهم وفى فهمهم لمن حولهم من الناس , والناس اصناف اربعة :
الصنف الاول. تصادفه على غير موعد معه وتلقاه فى طريقك من غير توقع او تكلف , وتراه من بعيد يتابعك ويحبك ويسعى فى اسعادك وكانه مرسل لك يحمل لك رسالة محبة تسعدك , ما اكثر هذا الصنف من الناس الذى تراه فتشعر بصفائه ونقائه وطهارة قلبه , وما اكثر الطيبين الطاهرين الذين يسخرهم الله للخير , احيانا لا تعرفهم ولا تتبين لك وجوههم , ولكنهم يتابعونك ويدافعون عنك ولا يبغون من وراء ذلك اجرا منك ولاوفاءا , هؤلاء سخرهم الله لك لكي يكونوا مصدر سعادة لك فاحمد الله على ان سخر لك ما يسعدك ويخفف عنك اعباءك , وهذا من فضل الله عليك , وكلما وجهت اهتمامك لخدمة عباد الله سخر الله لك من يسعى اليك ويقف الى جانبك والله لا يضيع اجر من احسن عملا..
الصنف الثانى : لا تراه ولا تعرفه ولكنه يراك وحيثما تذهب تجد اثرا من اثار هؤلاء الذين لا تعرفهم فى وجوهم ولكنهم يدافعون عنك فى غيابك ويتحدثون عنك بما يسعدك , ما اكثر هؤلاء الذين صفت قلوبهم من الاحقاد فكانوا رموزا مضيئة فى طريقك , يردون عنك كيد الكائدين وحسد الحاسدين ويذكرونك بما تستحق من الاوصاف الحميدة , هؤلاء هم جند الله لكل الصالحين الذين يفعلون الخير ويسعون فى الارض للدفاع عن كلمة الله ويعملون لله وفى سبيل الله ..
الصنف الثالث : وهو صنف موجود بغير ارادتك ولا تكتمل الحياة الا به , قد لا تراه ولا تعرفه ولكنه يتابعك ويسعى فى الاساءة لك فى غيابك لارضاء ما فى نفسه من فساد داخلى وانفعال سلبى قد يكون حاسدا وقد يكون حاقدا , ولا حدود لانفعالات الحاقد والحاسد , فادفع هذا الصنف من الناس عنك بتجاهل ما يفعله فى الخفاء , لئلا يفعل ما يفعله فى العلانية , دعه يخجل مما يفعل ولا تكشف سره , واحذره وتوقع منه ما تكره , ولا تكاشفه بما يفعل ما دام يخفى اساءته لك, فا ذا تظاهر بحبك فاقبل منه ما يعرضه عليك , وشجعه على ما يدعيه من حبك ولو كان كاذبا فيه , ولا تكاشفه بما يفعل فى السر وبما يقوله عنك من السوء , وادفع اذاه عنك بالكلمة الطيبة ان استطعت الى ذلك سبيلا او اصبر عليه ولا تنتقم منه ولو تمكنت من ذلك , ولا تشعره بالضعف ولو كنت ضعيفا والخوف منه ولو كنت خائفا ولا تظهر له مواطن ضعفك لئلا يكبر عليك واحذره ما استطعت , واياك ان تثق به مهما تقرب منك وتوقع ان يغدر بك متى تمكن من ذلك , وهو امر حتمي عندما تاتيه الفرصة المناسبة ففساد القلوب لاتصلحه الايام , ولا تنفع معه العلاجات , وتبقى بقية سوداء  كامنة فى القلب تنتظر ان تخرج الى الظاهر ان غفوت عنه او اشعرته بضعفك ..
الصنف الرابع : وهو صنف يعاديك صراحة ولا يخفى عداءه لك لفساد فى قلبه وسوادكامن فى داخله لا تمحوه الايام , وقد يتوهم امرا فيكبر فى وهمه الى ان يصبح مرضا يفتك بصاحبه من الحقد والغيظ , لا تحزن مهما واجهت من هذه الاصناف ولا تهن ولا تضعف ولا تذل ولا تحن راسك لمن عرفت فيه اللؤم واقهره بعزتك وكرامتك ولو كان الثمن غاليا عليك , وكن رافع الراس على الدوام مهما اصابك فالكبار لا يصغرون بالمصائب والالام ولا يرضخون الا لحق الذى به يؤمنون ..
هذا دليل كمال الحياة , والحياة لا تكمل الا بالصالح وغير الصالح فادفع هذاالصنف عنك ولا تنتقم ولا تغضب ولا تستفزمن هو اقوى منك فيزداد حقده عليك ويقوى عوده بالاستفزاز والتحدى , ولا تظلمه ولو ظلمك واجعل احسانك اليه اسلوبك فى التعامل معه لا خوفا منه ولا طمعا فيه ولكنك لا ينبغى ان يصدر عنك الا ما يليق بك من افعال الكبار ويجب ان تفعل الخير لاجل الخير ولكيلا يصدر عنك الشر فالشر لا يصدر عن كرام الرجال وانما يصدر عن اللئام ..

( الزيارات : 1٬710 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *