سفينة الحياة .. اهم تحديات الانسان

كلمة اليوم
مدرسة الحياة هي المدرسة الاهم فى رحلة الانسان عبر الجبال والوديان نحو الهدف الذى يحدده الانسان لنفسه , لاقياس بين حالة واخرى فلكل واقعة ظروفها وخصائصها وزمانها ومكانها , والانسان مؤتمن على هذه الحياة وهو مسؤول امام الله عما فعله ويفعله , فان فعل صالحا فالله ناصره وموفقه ومجزيه خيرا , وان اساء الامانة ونكث بالعهد الذى عاهد الله عليه ان يفعل صالحا فهو مسؤول ومكلف ومحاسب ..
ورحلة الانسان فى الحياة كرحلة فى سفينة فى بحر عاصف هائج لا خيار للانسان الا ان يتعايش مع من كان معه فى تلك السفينة , ولا تعايش الا فى ظل العدالة والتوزيع العادل المصف والاحترام المتبادل بين جميع ركاب تلك السفينة , ولا احد يملك فيها مالا يملكه الاخرون ولا احد يمكنه ان يكون وصيا على غيره الا بجهد صالح معترف به يقدمه الانسان بين يدي الاخرين , ان توافق ركاب السفينة على صيغة عادلة ومنصفة ومقنعة للتعايش والتساكن سارت السفينة نحو هدفها المنشود مقتحمة الاخطار والامواج غير عابئة بالعواصف والرعود والبروق , تدافع عمن كان فيها بجهد جميع ركابها وتكاتفهم المحمود الذى يحمى الجميع ويوفر الامن والسلامة للجميع ..
ما اروع الانسان وهو يمد يده لاخيه الانسان متكافلا معه فى محنته مؤازرا له فى معاناته , من فعل ذلك فالله ناصره ووليه ومن تجاوز وطغى وتجبر فقد اعتدى وظلم والله لا يحب الظالمين حيث كانوا ..
ما احوجنا الى الاحتكام الى منهج الله الذى يحضنا على احترام حقوق الاخرين فى حياتهم واموالهم وكرامتهم , والله تعالى قد اكرمنا بالعقل لكي يكون البصيرة التى نعرف بها طريقنا, ومن سار فى طريق معبد مشروع مضاء بانوار المحبة والتقة والايثار والوفاء والصدق فلن يضل طريقه ابدا , قد يصادف اخطارا وهي حتمية الا انه قادر على تجاوزها والتغلب عليها , ما اسوأ ان يختلف المسافرون وهم فى سفينتهم على امر يهدد امن السفينة ويصرف بعض ركابها عن حماية السفينة وهي اداة نجاتهم جميعا , لا عذر لاحد ان اسهم فى اغراق السفينة التى تحمل الجميع وتحمى الجميع , سفينتنا تحتاج الى جهد العقلاء وحكمة الحكماء لانقاذ ما تبقى من تلك السفينة التى لا يمكن لاحد ان يدعى ملكيتها دون الاخرين ولا ان يستبد بامر من امورها فالامر شورى بين جميع الركاب والكل مسؤول ومكلف ومؤتمن الا يفرط فيما اكرمه الله به من نعمة الحياة , فان بغى البعض على البعض الاخر فلا عذر لمن بغى وتجبر وطغى وظلم , والمستضعفون هم عيال الله فمن اعتدى بهم فالله ناصرهم لا محالة …

( الزيارات : 715 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *