اصناف الناس كما رايتهم

كلمة اليوم..ذكريات الايام
تاملت فى مواكب من التقيت بهم فى حياتى , وحاولت ان افسّر سر ما كنت اشعر به تجاه الاخرين , وهو امر نعيشه فى كل خطواتنا نحدد به علاقتنا مع من نلقاهم , وما نشعر به من عواطف المحبة والتقدير او مشاعر الانقباض والاعراض..
لاحظت فيمن التقيته ان الناس ينقسمون الى اصناف اربعة:
الصنف الاول :يحسن الادب ويحسن الرأي , وهذا صنف موجود ويجدر بالانسان ان يتمسك بهذا الصنف من الناس وان يقيم معهم علاقات المحبة والصداقة , ولا يشترط ان تلتقي معهم فى الافكار, ولكنك تحترم ما يختارون من مواقف تدل على حسن فهم ورجاحة عقل , والتعددية لاتعنى التصارع والتغالب , ولابد من التعايش فى ظل ثوابت اخلاقية وقناعات ذاتية , وكنت املك الكثير من الاصدقاء الذين كنت اختلف معهم فى الراي واحترمهم فيما يختارون لانفسهم , وهذا هو الانسان الذى يتسع لكل الاخرين..
الصنف الثانى: يحسن الادب ولا يحسن الرأي , وهذا صنف حسن النية وكنت اقيم افضل الصلات مع هذا الصنف النقي القلب الذى كنت احاول الحوار معهم وايصال رسالتى اليهم وكانوا يقبلون ذلك اذا تبين لهم الحق , وهذا الصنف كثير ولديه قابلية كبيرة للفهم والاستجابة لكلمة الحق ويجب ان يتسع صدرنا لكل من يتطلع الحق ويبحث عنه ولولم يملك اسبابه . .
الصنف الثالث :يحسن الرأي ولا يحسن الادب , وهذا صنف يصعب التعامل معه والاقتراب منه ولوكان حسن الرأي واسع العلم , وغالبا ما تنتهي العلاقة مع هذا الصنف بندامة بسبب سوء الادب والتربية , ومن لم يتخلق بخلق الاسلام فى سلوكه فقلما تنشرح القلوب له ولو كان حسن الراي والفكرفالادب هو مطية الانسان الى الحق ولا اهمية لعلم بغير ادب …
الصنف الرابع: لا يحسن الفكر ولا يحسن الادب , وهذا صنف يندم من يقترب منه , ولا يمكن التواصل معه ولا الثقة به , ومعظم هذا الصنف من الرجال جاهل او فى حكم الجاهل وفى الغالب لا يعرف جهله فيخفى جهله بسوء ادبه , واذا خوطبت بخطاب من هؤلاء فقل لهم سلاما , ولا تحاورهم لئلا تندم فلا ينفع الخطاب معهم , وهذا هو الصنف الذى حذرنا القران منه فى قوله تعالى : واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن انسجد لما تامرنا وزادهم نفورا ..صدق الله العظيم..سورة الفرقان 60

( الزيارات : 821 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *