السيد النبهان..منهج تربوى

كلمة اليوم
من اليسير علينا ان نتحدث طويلا عن المعاني الإيمانية والقيم الروحية وعن الأخلاق الراقية ولكن كل ذلك لا قيمة له اذا لم نجده خلقا أصيلا فيمن يقوله وصفة راسخة لا تتراجع بحسب المواقف ولا تضعف فى الأزمات والمحن ..
تعلمت هذا من السيد النبهان طيب الله ثراه فى حياته وكنت أتابع باهتمام ما كان يقوله فى مجالسه العامة ، وما كان يفعله فى حياته الخاصة وما كان يصدر عنه ، وكنت أقارن بين ذلك فى تأملاتى ، واجد ان ما يفعله هو ما يقوله ، وما كان يصدر عنه فى سلوكه أكثر تعبيرا مما كان يقوله ، وما زلت حتى آليوم استعيد كثيرا من المواقف والصفات التى كانت تصدر عنه وأصفها كما هي وكما كنت أراها ، لم يتكلف ذلك أبدا ، وقد يتجاوز فى قول ولا يتجاوز فى فعل اوسلوك ، فكنت أرى حياته الخاصة صورة لما كان يدعو اليه ، ولم اكن افهم ما يقوله الا من خلال حياته كما كنت أراها أمامى ، وما زلت اتامل ما كنت أراه واستمد منه كثيرا من الأفكار والتصورات التى استمدها من حياتى معه ، واهم صفة تعلمتها منه هو الأدب مع الله أولا والأدب مع الناس ثانيا ،ولم اجد أحدا أكثر سعة منه فى فهم طبائع النفوس والتماس العذر لكل الآخرين فيما يصدر عنهم من الأخطاء والتجاوزات وتجاهل كل ذلك ، ولا شيء فى نظره يبرّر إذلال الانسان او ظلمه او القسوة عليه بتجاهل كرامته ومطالب إنسانيته ..

( الزيارات : 1٬047 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *