إفريقيا المسلمة..والقارة المنسية

إفريقيا المسلمة

هناك قارةٌ منسيّةٌ وكأنّها خارج نطاق الأسرة الكونية ، ما زال الغرب ينظر إليها وكأنّها قارة العبيد بسبب الفقر والجهل ولون سكانها السود ، وهذه القارة غنيّة بثرواتها الطبيعية وكنوزها من المعادن والغابات والأراضي الخصبة ، ويزورها السياح لكي يرَوا صورة حية للحياة البدائية وحياة القبائل …

هذه القارة الواسعة سُرقت ثرواتها وما زالت ، وشُغل سكانها بحروبهم الداخلية المتواصلة التي قتلت ودمرت وأحرقت وأفقرت ، والعالم الغربي المتحضر يبحث عن مصالحه الاقتصادية ، لتوفير الرفاه لشعبه ..

ونصف سكان أفريقيا وبخاصة في النصف الشمالي هم من المسلمين ، ويجب أن يتجه العالم الإسلامي إلى الاهتمام بالشعوب الأفريقية ، وأن يمدّ لها يد العون والمساعدة ، وهي امتداد للعالم الإسلامي ، وثقافة الإسلام لا تفرق بين المسلمين بسبب اللون والعرق ، وهي ثقافةٌ قريبةٌ من الثقافة الأفريقية الأصيلة التي تقوم على أساس التكافل بين الشعوب والمساواة الحقيقية بين الأفراد ، وجُهدٌ منظمٌ تقوم به الدول الإسلامية في أفريقيا سوف ينقذ إفريقيا من حالة التخلف والجهل والأمراض والحروب .

إنّ الاستثمار البشري هو أفضل استثمارٍ وهو لا يخسر أبداً , وهو العبادة الحقة التى يجزي الله عنها من يقوم بها أحسن الجزاء , وأهمّها بناء المدارس والجامعات لبناء المواطن أولاً , وبناء المستشفيات ومعالجة الأمراض لحماية حقّ الحياة ثانياً ، ومساعدة الشعوب على الاستفادة من ثرواتها الطبيعية ثالثاً , وإفريقيا لا تحتاج إلى صدقاتٍ وإعاناتٍ لشراء المواد الغذائية ولا تحتاج إلى أسلحة للحروب , وإنّما تحتاج إلى الاستقرار والبناء وإقامة أنظمةٍ سياسيةٍ لتمكين كلّ دولة من تحقيق التمنية الثقافية والبشرية والاقتصادية ..

لقد آن لإفريقيا السوداء أن تستيقظ بعد ليلٍ طويلٍ مظلمٍ من تاريخها , وتحتاج إلى شخصيةٍ إفريقيةٍ رائدةٍ وقائدةٍ ترفع شعار الحرية والكرامة لإفريقيا , ومن واجب العالم الإسلامي أن يقف إلى جانب إفريقيا , وأن يمدها بكلّ المساعدات التي تحتاجها وأهمّها تكوين المواطن الإفريقي عن طريق التعليم والقضاء على الأميّة والجهل والتخلف ..

بهذا ستكون إفريقيا كلّها مسلمة, وستجد في ثقافة الإسلام الثقافة التنويرية التي تنهض بالمجتمع الإفريقي , نريد أفريقيا لنا لا كمستعمرة تابعةٍ وخاضعةٍ وإنّما كشعبٍ حرٍ مستقلٍ هو امتدادٌ جغرافيٌ وثقافيٌ لعالمنا الإسلامي وهذه مسؤوليةٌ دينيةٌ وأخلاقيةٌ ولا عذر لنا إن تخلفنا عن القيام بهذه المسؤولية 

( الزيارات : 1٬505 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *