الأطفال هم المستقبل

الأطفال هم المستقبل

طفل مسلم

علمتني الحياة أنّ الأطفال هم المستقبل ، وهم ورثة هذا الجيل ، وهم مؤتمنون على عصرهم ، فإذا أعددناهم إعداداً جيداً بالعلم أولاً والعقل ثانياً والقيم العالية ثالثاً كانوا ورثةً صالحين ، وأغنوا جهد أسلافهم في الثقافة والعطاء وتابعوا مسيرة التقدم ، وربّما يكون جيل الغد أكثر كفاءةً بسبب انتشارِ الوعي والثقافة ، وهم أقدر على فهم مشاكل عصرهم , ولا وصاية لجيلٍ سابقٍ على جيلٍ لاحقٍ ، وأنصح الشيوخ أن يثقوا بالشباب وأن يتركوا لهم حريّة الرأي والاختيار ، وأن يخففوا من انتقادهم لجيل الشباب واتهامهم بالإهمال وعدم المسؤولية وضيق الأفق ، فهذا ممّا يضعف جيل الشباب ، ويدفعه إلى سلوكيات الانحراف فلا يمكن لجيل الشيوخ أن يُلزمُوا الشباب بما ألفوه من الملابس ، وبما يحبّون من الطعام ، وبما يختارون من الأصدقاء ، وبما تميل إليه نفوسهم من الدراسات والتخصصات والأعمال ، وللشباب اختياراتٌ أخرى قد تكون مخالفة لما هو مألوف في المجتمع ، وهذا حقّ للشباب ، فهم يختارون ما يريدون ، وقد يكونون على صواب أو على خطأ ، والنصيحة مطلوبة ومن آداب النصيحة احترام اختيارات الآخر واستخدام العبارات المؤدية إلى قبول النصيحة ، ولا يُكرَه الشباب على ما لا يريدون ، وأهمّ ما يجب أن يهتم به الشيوخ في النّصيحة هو أهمية الالتزام بالقيم العالية ، وتربيتهم على أساس صحيح وتعريفهم بثقافة الإسلام الحقيقية ، وأتوقع أن يكون الشباب أقدر على فهم الإسلام من جيل الشيوخ ، وأكثر قدرة على فهم حقائق الإسلام ، بسبب ثقافتهم الواسعة ، وعصرهم الذي سيكون أفضل في مكوناته من عصر الشيوخ ، وكلّما ارتقت مؤسسات العلم والتربية كالمدارس والجامعات ارتقت رؤية الشباب واتّسعت آفاق فكرهم , واتجه معظمهم إلى الاختيار الأفضل في الفكر والسلوك والتقاليد ، فما يقبله عصرنا من السلوكيات الخاطئة سيرفضه عصر أبنائنا إذا ارتقت ثقافتهم وحُسنَت تربيتهم , وسوف تتراجع على وجه اليقين تلك القيم الهابطة والمعتقدات الخاطئة وسوف تكون ثقافة الإسلام أصدق تعبيراً عن الإسلام الحقيقيّ في قيمه العالية في نقاء العقيدة واستقامة السلوك وإنكار المظاهر الإسلامية الخاطئة ، وسوف ترتقي أساليب الدعوة وتقترب من الثوابت الإسلامية في احترام القيم الإنسانيّة .

وإننا مطالبون ومدعوون لتنمية روح هؤلاء الشباب بالثقة بهم والاهتمام بتكوينهم والارتقاء بمستوى وعيهم ولا مستقبل لمجتمع يموت شبابه باليأس والقنوط والإحباط والإذلال والشعور بالظلم والمهانة والخوف من المستقبل , فمن عاش في الظلام النّفسيّ فلا يمكن لعقله أن ينتج الفكر الصحيح ، والظلام سينتج فكر التطرف وفكر التردد ، ويشجّع سلوكيات التملق والنّفاق والخضوع ومثل هذه النماذج لا تنهض بمجتمعها لأنها نماذج مريضة وتنتج مجتمعاً مريضاً ، والمجتمع يحتاج لجيلٍ جديدٍ ملتزم بالقيم العالية ، وهذا هو جيل الأمل الذي ننتظره من جيل الأبناء والأحفاد .

( الزيارات : 1٬483 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *