الثقة بالشباب

الثقة بالشباب

97803dbcf1bbd5d0efbe57ae2394dd83

علمتني الحياة أن أثق بقدرات كلّ جيل على حلّ مشاكل عصره , وِفْقَ أسلوبه الذي يراه مناسبا له , وإنه لا وصاية لجيل سابق على جيل لاحق , وإنّ جيل الشيوخ يجب أن يثق بجيل الشباب , وأن يريح نفسه من التفكير في المستقبل , فالمستقبل بيد أمينة , والشباب مؤتمنون على عصرهم ، ومن واجب جيل الشيوخ أن يرتاح وأن يريح غيره , ولا يثقل على جيل الشباب بنصائحه المتواصلة , فالشيوخ ينظرون إلى المستقبل بعين الماضي , وهذا ما لا يقبله الشباب , ولا يمكن أن يُفرَض على جيل الشباب ما لا يريدون , وعليهم أن يختاروا المستقبل الذي يرونه مناسباً لهم , ومن المؤكد أنّهم سيواجهون قضاياً جديدة ومعقدة , ولا خيار لهم إلا أن يتصدوا لإيجاد حلول لها ، وليس هناك معيار واحد للصواب والخطأ , ولا أحد يمكن له أن يعرف الصواب , والكلّ يبحث عنه , وأحياناً يعرف الإنسان الصواب ولا يفعله , لأنّه لا يقدر على فعله , ويعرف الخطأ ويقدم عليه لأنه لا خيار له إلا أن يفعله ,ومن يواجه مشكلةً فهو أعرف الناس بالطرق الممكنة لحلها , وعلى الإنسان أن يختار الطريق التي يراها مناسبة وممكنة ومفيدة , ولا يمكن للإنسان أن يرضي الآخرين ويلحق الضرر بنفسه , وليس بالإمكان أحسن مما كان , وعلينا أن تلتمس العذر للناس فيما يختارون , ولو كنا في مكانهم لاخترنا ما يختارون , فقد يرضى الإنسان بما لا يريده لأنّه لا يملك غيره , وأحياناً يختار الإنسان السيئ لدفع ما هو أسوأ.

الثقة بالشباب

علمتني الحياة أن أثق باختيارات الشباب ولو خالفت ما نحن عليه , فالشباب هم الغدّ والمستقبل , وهم ورثة هذا الجيل , وهم مؤتمنون على عصرهم , كما كنّا نحن في شبابنا , فلماذا نخاف على الغد من جيل الشباب ؟ ولماذا نجعل أنفسنا أوصياء على عصرٍ ليس ملكنا , وعلى عهدٍ جديدٍ سيختلف حتماً عن عهدنا في كلّ شيء وستكون مشاكله وأزماته أقسى من أزماتنا ؟ وسوف يتصدّى شباب اليوم وأطفال اليوم إلى مواجهة تحديات عصرهم ولا خيارَ لهم إلا أن يفعلوا ذلك , وسوف يكون منهم العقلاء والحكماء والقادة والعلماء والحكّام , ومن حقّ كلّ جيلٍ أن يتخذ قراره ويعالج مشاكله بحرّية واستقلال , ولن تكون هناك وصايةٌ أو رقابةٌ, فإن أحسنوا الاختيار وأضافوا الجديد من الأفكار وحملوا الأمانة بكفاءة وجدارة فسوف يسجلّ التاريخ ما فعلوه في سجلات عادلة , وإن أساؤوا الاختيار وفرّطوا في الحقوق وانشغلوا بمظاهر ترفهم , وتخاصموا فيما بينهم , وتفرقت كلمتهم فالتاريخ لن يعذرهم , وسوف يسجل كلّ ذلك في سجلاته وأنا واثق أنّ الجيل المقبل سيكون أفضل من جيلنا , وسوف يملك من أدوات التمييز والمعرفة والوعي ما لا نملك , وربما ينجح في انجاز ما فشل جيلنا في تحقيقه , من تقدمٍ ونهضةٍ وإصلاحٍ , وما نراه اليوم في مجتمعنا يدفعنا للتفاؤل والثقة في المستقبل , بفضل التعليم والمدارس والجامعات والإعلام الهادف والتربية الوطنية ونمو الوعي الدينيّ , وهذه عوامل إيجابية تبشرنا بالأفضل ..

( الزيارات : 983 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *