الثقة بالعقل

الثقة بالعقل

العقل

علمتني الحياة أن أثق بالعقل ، وأن أطمئن إلى اختياراته ، وهو الأداة الوحيدة للاختيار والترجيح ، ويبني العقل اختياراته على معطيات حسيّة ، كالحواس التي تمكنه من التمييز ، ويمكن للعقل أن يخطئ ، إلا أنه يُعذر في أخطائه وقد وثقت الشريعة بالعقل وربطت التكليف به ، والعقول ليست متساوية في قدراتها وفي تفسير رؤيتها للمواقف إلا أنّ احتمال الخطأ لا يمنع العقول من التفكير والاجتهاد ويُحتَجُّ بالعقل ولا يُحتج بغيره ، ولا يمكن لأي فكر أن يقوم على أساس تغيب العقل وتجاهله ، وكلّ فكر يقوم على أساس تغييب العقل فهو معرض للضلال والانحراف ، والذوقيات لا يحتج بها في القضايا العقلية والشرعية ، وإن كان صاحبها صادقاً في إحساسه ، ومناط العقل هو المحسوسات والمدركات ، ولا يمكن للعقل أن يدرك ما وراء ذلك ، وإيمان العقل بالمدركات ثابتٌ وراسخٌ ، أما إيمان العقول بالمغيبات فغير راسخ ، وموطن الإيمان هو القلب ، والقلوب الطاهرة تدرك الحقائق الغيبية والإيمانية أكثر من العقول ، والإيمان العقلي يقوى ويضعف بحسب المواقف والأحوال والإيمان القلبي راسخٌ على الدوام ولا يضعف أبداً ، ومن أثاره الشعور بالطمأنينة الداخلية والرضا بقضاء الله وقدره ومراقبة الله في السر والعلن ..

( الزيارات : 3٬235 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *