العلم النافع

علمتني الحياة أن أحترم العلم والعلماء في أيّ فنّ من الفنون وفي أيّ تخصّص من التخصصات ، ومعيار العلم هو العلم النافع الذي يفيد الإنسان في حياته وصحَّته وتوفير حاجاته وتزداد أهمية العلم بزيادة نفعه ، والعلم الذي لا يفيد الإنسان لا يحتاج إليه الإنسان ، فالعلم يُطلَب لفائدته وأثره ، والعلم الذي يضرّ الإنسان يجب إيقافه ، ومن يستخدم العلم لتطوير السلاح المدمر أو إنتاج الغازات الضارَّة فهو مجرم وتجب معاقبته ، لأنّه أداة للقتل والاعتداء على الحياة ، ويجب تخليق العلم لكي يكون في خدمة الإنسانيَّة ، ولا يجوز تمكين السفهاء والقساة والمجرمين والحاقدين والطغاة من العلم ، لكيلا يستخدم العلم ضدّ الإنسان ، والعالم ليس هو الذي يعرف الكثير من فروع الأحكام ، وإنمّا العالم هو الذي يحسن فهم المقاصد والغايات المستفادة من روح النصوص ، فالعلم يمكن صاحبه من الفهم وحسن الإدراك والتمييز ويمنحه سعةً في الرؤية وسداداً في الاختيار ، ومن علم الفروع ولم يدرك معايير الفهم فمن المؤكّد أنه سيقع في أخطاء جسيمة في المقاييس والمعايير ، ومن تمكّن من فهم الأصول أحسنَ في معرفة الفروع ، ولكلّ علمٍ مقاصده ويجب الحرص على تحقيق المقاصد التي تهدف لخدمة الإنسان والنهوض به إلى الأفضل.