الأم سورية وأبناؤها

سوريا-الجريحة

كل أمّ سوف تفرح اليوم بأولادها ,وكل الأولاد سوف يحتفلون اليوم بأمهاتهم..سوف توقد في كل البيوت مشاعل الأمل والفرحة.. كل الأمهات سوف يذرفن الدمع فرحاً وبهجة بما يلقونه من حب ورعاية ..ما أجمل هذا العيد .؟!. وما أروع دلالته على الحب والوفاء .؟!.

بيت واحد لن تضاء الشموع فيه في هذا اليوم..أمّ وحيدة من أكرم الأمهات عطاءً وأكثرهن جمالاً و شباباً .. لن تفرح هذا اليوم بأولادها ولن يتمكن أولادها من إيقاف نهر من الدموع تذرف من عيونها..
امّ ترى أولادها يقتلون أمام عيونها .. أمّ ترى بيتها يتهدم وتتساقط أعمدته التاريخية التي أقامها الأجداد ..أمّ لا تستطيع أن تذرف الدموع من عينيها لأن الدماء تنزف بقوة من قلبها….كل الأمهات يحلمن بالغد المشرق الجميل لأولادهن , وهذه الأم الصابرة الجريحة ترى أولادها يقتتلون ويتساقطون واحداً بعد الآخر..
ما أقسى عيد الأم على هذه الأم.؟!.
أيها الأولاد حيث كنتم ..وإلى أي حي انتسبتم ..أمكم تموت بين أيديكم حزناً وألماً ..
ألا تفهمون أيها الأولاد ما أقسى ما تفعلون بأمكم.؟!. هل تستحق منكم أن تفعلوا بها ما تفعلون.؟!.
لقد ربتكم وأحسنت تربيتكم..وكنتم أحسن الأولاد أدباً وثقافة وفهماً وحضارة .. كانت تفخر بكم على كل الأولاد ..كانت تراكم عمالقة في نظرها..
ما الذي أصابكم أيها الأولاد.؟!.عين حاسد أو حقد حاقد.. أليس فيكم رجل رشيد..؟!

أيها الأولاد : سوريا أمكم وهي سيدة الأمهات.. لا تذلوها بما تفعلون..لا عذر لكم ..لاعذر لكم ..لا عذر لكم.. والله أنتم آثمون..وعاقون.. ستبكون غداً بعد رحيل أمكم أكثر مما تبكون اليوم..
وأنت أيها النظام ..لو أحببت أمّك ما أبكيتها في يوم عيدها.. ولو كنت وفياً لها لما خنت الأمانة , وأرقت دماء شعبك , واستخدمت سلاح الوطن لتهديم كل الوطن..ما الذي أضاع رشدك ؟! طمع في السلطة ؟! أم حقد تاريخي دفين ؟! أم خوف من ظلمك.؟!.لما ذا لطختم أيديكم يارموز النظام بدماء إخوانكم وأهلكم وشعبكم..؟!
لقد راهنتم على القوة وسقط رهانكم.. فماذا أنتم فاعلون..؟!

أيها النظام.. كفى ما فعلته بالأمس وما تفعله اليوم..شعب سوريا لا يستحق ما يجري اليوم في سوريا..سوريا هي الأرض والتاريخ والهوية والإنسان ولا سلطان لك على سوريا ..

أيتها الأم الحبيبة..
لا تحزني ولا تيأسي ولا تذرفي دمعك الغالي في يوم عيدك..
سوريا ستبقى ولو تهدمت جدرانها..سوريا لن تستسلم أمام الطغيان أبداً..
وأبناؤك البررة سيعيدون بناء ما تهدم مهما كانت التضحيات .. وسوف يمسحون دموعك الحزينة..وسوف يوقدون شموع الفرحة بك..
ستنهض سوريا بأفضل مما كانت عليه..

( الزيارات : 1٬794 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *