الاخر فى المرأة

لآخر فى المرآة

…………………………………..

كل صباح نصحو ونبتدى يومنا باستعداد جديد  نعبر به عما فى نفوسنا من الانفعالات الخفية ,   احيانا نشعر انتا سعداء بما نحن فيه واكثر تفاؤلا ومحبة للخير ، ونطل من النافذة الضيقةً على الحياة الدافئة  بالجديد من اهتمامات الانسان ، ونستمتع بما نراه امامنا ,  ونحب كل الآخرين ونتعاطف معهم  , ولا نضيق باي أحد , ولوكنا لانعرفه من قبل ، انه شريك في هذه الحياة ، وبملك ما نملك منها ، واحيانا نصحو ونحن نشعر بانقباض ثقيل لا نعرف اسبابه الخفية , ولا دوافعه ، ونطل من النافذة ذاتها على نفس المشاهد ، ونضيق بكل الآخرين ، وكاننا اوصياء عليهم فى امرهم ، مواكب الحياة كما هي في رحلة الحياة الى مستقر حتمي هو النهاية ، الحياة كما هي عليه لا تحابي ولا تجامل ، وقانون الحياة لا يفرق ولا يميز ولا يظلم ربك احدا ، الانسان هو الذي يتغير ويتجدد  ، برتقي بفهمه للحياة الى اعلى درجات الانسانية , وينحدر بانانيته الى كل السفوح والوديان فيكون بما هو فيه اناني الشخصية وضيق الافق ويكره كل الاخرين ممن يتوهم انهم يزاحمونه ويقفون في طريقه ، الخير موجود في الانسان بحكم فطرته الاصلية كصفحة بيضاء لم تلوث بسوء من قبل ، والشر عارض ينمو ويكبر كالاشواك الجارحةً التي تنبت في الارض المهملة ، كنت اتأمل في كل ذلك , وافكر فيه ككتاب بجب ان يقرأ بعناية ويفهم ، الشر في الانسان وليد اسبابه ، وهو كالمرض الذي يترسخ بالاهمال ، الانانية شعور طبيعي للتعبير عن النفس ، وعندما تنمو وتكبر بالرضوخ لها تصبح عصية ومستفزة وعدوانية ، والكراهية مرض نفسي ناتج عن الشعور بخيبة الامل والاحساس بالظلم ، الحياة لكل عباد الله بماهم عليه  من ذلك التنوع والتعدد ، والكل شركاء في هذه الحياة ، والكل مسخر للمهمة التي خلق لاجلها لكي يكون به كمال الحياة بكل ما في هذه الحياة ، ليس عدلا ان يطلم احد فيما هو مسخر له ، هذا الكون واحد متكامل بكل ما فيه من ذلك التعدد في تجلياته ، والانسان واحد فيه ، وقد اكرمه الله بالعقل لكي يهديه ويميز به , ويعرف طريقه الذى يهديه الى سواء السبيل ، وقد خوطب الانسان بخطاب الله ان يؤمن بالله ولا يشرك به احدا , وان يعمل صالحا , وان يجتنب كل ما بفسد الحباة من الطغيان في الارض وكل المظالم في الحقوق وكل المنكرات في السلوك التي تفسد الحياة ، ما يريده الله هو اصلاح الحياة باسباب الاصلاح التي يراها كل مجتمع , وان يجتنب كل ما يفسد الحياة ، وقد حرم الله كل ما يفسد الحياة ، وهذه هي حدود الله ،مهمةً النظام الاجتماعي في كل عصر ان يضبط هذه الحقوق بالكيفية التي تكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة طغاة الارض من آل فرعون ,  وهم اسرة تتجدد في كل عصر بمن يطغى ويظلم ويعلو في الارض علوا كبيرا ، هذه هي رسالة الله التي حملها رسل الله من قبل , وهذه هي حقيقة الاسلام كرسالة ارسل الله لها رسوله  الكريم ، وامره بابلاغها و بيانها والدعوة اليها ، هذه الرسالة خالدة وتخاطب كل جيل بخطاب الله ان يؤمن بالله ويفعل الصالحات ويجتنب المحرمات وكل ما يفسد الحياة ، ما يريده الله هو اصلاح الحياة بجهد الانسان المستخلف على الحياة ان يقاوم الطغيان وكل استعباد للانسان واذلاله وحرمانه مما ضمنه الله من الحقوق والارزاق  ، لا احد من عباد الله خارج الحق في الحياة بكل اسبابها ، وقد ضمن الله لكل عباده رزقهم مما سخره لهم في الارض والبحر من الثروات المتجددة التي يجب ان توزع بعدالة , ولا يحرم احد من رزق الله ، ولا يستبد اي احد بما كان من ملك الله مماهو من الثروات الطبيعية ، ولكل قيمة جهده وعمله بالمعروف ، والقادر يحمل العاجز,  والكبير يتكفل بالصغير الى ان يكبر ويواصل الرحلة ، طغاة الارض هم سفهاؤها ممن يظلمون المستضعفين ويستبدون بامرهم ويخيفونهم بما في ايديهم من اسباب القوة والسلام الذى يفخرون بانتاجه وتطويره للتخويف منه ، وكنت اجلس كل صباح خلف تلك النافذة اتامل فيما اراه امامي , واسجل ذلك كما اراه ، ولا ادعي اننا على حق فيما اراه ، كنت اقول لنفسي : كم نحتاج الى هذه النظرة الايمانية للحياة لكي نغالب بها الاستعداد للشر الناتج عن الشعور بالطغيان والغفلة عن الله تعالى ، وكنت انكر قيم هذه الحصارة المادية التي كرست الطغيان بكل مظاهره , وجعلته حقا مشروعا يحميه القانون تحت شعار الحرية الفردية التي يحميها القانون , ويعتبرها حقا وعدلا ، لا شرعية لطبقية اجتماعية ناتجة عن الامتيازات التي تمكن القوي من اسباب قوته , وتجرد الضعيف من كل سلاح يحمي به نفسه , وتستولى على كل الحصون التي يلجأ اليها ، وهي الدين والاخلاق والقانون ، وهذه حصون الفضيلة الاجتماعية التى لا يجوز اقتحامها ولا العبث بها  ، وهي حلبفة لكل المستضعفين في الارض ، تنصفهم وتدافع عنهم , وتعترف لهم بحق الدفاع عن انفسهم ، وهذا هو معني الجهاد في سبيل الله للدفاع عن الحياة ضد اعداء الحياة من كل الظالمين والطغاة الذين يحاربون الله ورسوله في ظلم عباده المستضعفين ، هذا هو اسلام الرسالة كما افهمه ، ولا اراه في غير ما يصلح الحياة من النظم والمفاهيم والاعراف التي تكرس العدالة فى الحقوق  والفضيلة فى السلوك  , وتمكن الانسان من فهم معني الرسالة الالهية ومقاصدها في احترام الحياة كحق لكل العباد .

………………………………أعلى النموذج

ا

( الزيارات : 180 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *