الادب سلوك حضاري

الأدب سلوكٌ حضاريٌ , وهو ثمرة نمو القيم الإنسانيّة , ودليلٌ على وعي الإنسان ونضج نظرته إلى الآخر , والدين يعلّم الإنسان الأدب مع الله أولاً ومع النّاس ثانياً , والأدب يُوجد الظروف النفسيّة لتحقيق الأمن الاجتماعي , ففي ظلّ سلوكيّات الأدب تنعدم أسباب التوترات النفسيّة , ومن الأدب احترام حقوق الآخر , والأدب خلقٌ وتربيةٌ , وهذا الخلق يشجّع عليه الدين , فلا تفاضل بين الإنسان وأخيه في الحقوق الإنسانيّة , فالحريّة من المطالب التي يحتاج إليها كلّ إنسان , القويّ والضعيف , والغني والفقير , والكرامة حقّ لكلّ إنسانٍ , وهي من لوازم الوجود الإنساني , والتخاطب بين النّاس يجب أن يتمّ في إطار الاحترام المتبادل , والأدب يعبّر عن ذلك الاحترام بين الأفراد , واعتراف كلّ طرف بحقّ الآخر في كرامته , وليس من حقّ القويّ أن ينتقص من حقّ الضعيف , وليس من حقّ الحاكم أن يتجاهل حقّ المحكوم في الحريّة والكرامة , ويُطالَب الأقوى بالتزام الأدب , لأنّه هو الذي يستخفّ بحقّ الضعيف , وعندئذٍ يضطر الضعيف للدّفاع عن كرامته بسلوكيّات الغضب والاستفزاز والإساءة للدفاع عن حقوقه , فيؤدي ذلك إلى سلوكيّات خاطئة وأحقاد متبادلة , ولا حدود لسلوكيّات الغضب عند المُستذَلّين ….

 

( الزيارات : 1٬507 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *