الاستاذ احمد العمارتى

أحد أبرز مديرية التشريفات , كان محباً لهذه المهمة ,وقضى معظم حياته الوظيفية فيها , وهو من أسرة دينية في مدينة شفشاون الجميلة ذات الطبيعة الأندلسية , ومعظم سكانها من مهاجري الأندلس , عندما تمشي في شوارعها تحسب نفسك في مدن الأندلس العتيقة ..

عرفت أحمد العمارتي في وقت مبكر عن حضوري إلى المغرب ,كانت معرفتي به كمعرفتي بزملائه في التشريفات الملكية , من أمثال عبد الحق المريني ونور الدين إشماعو وغيرهم , وهم نخبة من الشباب المؤهل لمرافقة الملك وتنظيم الاستقبالات , والإشراف على احترام البروتوكول , وهذا علم خاص يحتاج إلى معرفة بمكانة الرجال , واحترام مواقعهم الرسمية بحسب ما هو مقرر في سجلات التشريفات , ويتولون الإشراف على توزيع الدعوات ومراقبة المدعوين , وهم الحلقة الأقرب إلى الملك , وهم لا يجاملون أحداً في مسؤولياتهم ..

وهم في غاية التهذيب مع من يحترم قواعدهم وفي غاية الخشونة مع من يتجاوز ذلك ولا حدود لصلاحياتهم عند التجاوز , وكان رئيسهم الجنرال مولاي حفيظ العلوي يخيف جميع المسؤولين ..

كان أحمد العمارتي مسؤولاً عن تنظيم استقبالات ضيوف المغرب من الملوك و الأمراء والرؤساء , وكانت تربطني به صلة صداقة ومودة , وهو رجل متدين ومستقيم , وأخلاقه جيدة , ولـه صلات اجتماعية واسعة, وكان لـه زميل آخر هو السيد نور الدين إشماعو من مدينة سلا , وهو من أنبل الشباب الذين عرفتهم , ومعظم هؤلاء المسؤولين ينتمون إلى أسر محافظة متدينة , وهذه سمة ظاهرة في معظم أعوان الحسن الثاني الذي كان يحرص على تربية مساعديه في بيئات محافظة , ومعظمهم يؤدي واجباته الدينية ..

( الزيارات : 1٬049 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *