الاستاذ المعطى بو عبيد

شخصية سياسية معروفة ، تولى الوزارة الأولى في المغرب في بداية الثمانينات بعد الإضرابات العمالية  الكبيرة التي شهدتها المدن المغربية ، ثم أنشأ الحزب الدستوري الذي استطاع في السنة الأولى من إنشائه أن يكون الحزب الأقوى في البرلمان ، نظراً لدعم الدولة لـه واعتمادها عليه كحزب مدعوم من وزير الداخلية القوي إدريس البصري ، ولم يكن هذا الحزب يملك قاعدة شعبية منظمة وإنما كان يضم مجموعة من النواب الذين تجمعوا في الحزب وانضووا تحت لوائه ..  

كان المعطي بو عبيد شخصية سياسية معروفة بمواقفها المؤيدة للطبقة العمالية ، وأسندت إليه وزارة العدل في الحكومة التي شارك فيها حزب الاستقلال ، ولما اضطربت الأوضاع بسبب مطالب العمال اختاره الملك للوزارة الأولى ، ثم أصبح الزعيم السياسي الذي يرأس الحزب الأقوى في البرلمان ، ومن ابرز شخصيات هذا الحزب محمد جلال السعيد الذي انتخب رئيساً للبرلمان ثم رئيساً لمجلس الشورى …

عرفت السيد المعطي بو عبيد عندما كان وزيراً للعدل ، التقينا في مراكش في حفل رسمي ، ثم أصبحنا أصدقاء فيما بعد ، كان شخصية قوية واثقة من نفسها ، وهو صاحب مواقف ، ولما تولى الوزارة الأولى كنا نلتقي ثلاث مرات في الأسبوع  في نادي الرياضة وفي أوقات الراحة كنا نتحدث في السياسة ، قال لي احتاج إلى الرياضة بسبب ضغط المسؤوليات الإدارية ، كان يريد أن يوازن بين مسؤولياته تجاه قاعدته العمالية التي يدافع عنها وبين مسؤولياته الحكومية كرئيس للوزراء ، طلب منه الملك أن يحمل المسؤولية ، وهو أسلوب ذكي لتحمل المسؤولية ، واستطاع فعلاً أن يحقق انجازات جيدة أرضت العمال ، وفتح الحوار مع النقابات ، كان يحدثني عن ضرورة إصلاح الإدارة والقضاء على الفساد الإداري والرشوة والمحسوبية ، وحاول الوقوف في وجه بعض القوى التي كانت تمارس الضغط على الحكومة ..عرض علي  في أحد اللقاءات أن أنضم إلى حزبه وأن أكون معه ، اعتذرت لأنني لا أريد أن أكون في أي حزب ، وضم حزبه شخصيات مختارة وقوية ، وأدى هذا الحزب دوراً مهماً في إرباك المعارضة في البرلمان ، إلا أن المعارضة كانت تملك قاعدة شعبية حقيقية وقوية ، ولما توفي بدأ الحزب في التراجع وأصبحت لـه قيادة جماعية لعدم وجود الشخصية التي تخلف الرئيس .

( الزيارات : 877 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *