الاسرة الدافئة

..

أشقى الأزواج هو الزوج الذي يبحث عن زوجته في بيته فلا يراها لا لأنها تعمل خارج البيت ، ولا لأنها مشغولة بعمل اجتماعي أو إنساني ، ولكن لأنها مشغولة بزيارة صديقاتها في كلّ صباح ومساء ، وبحضور مناسبات اجتماعية كثيرة ، وحفلات نسائية اعتادت بعض النساء أن يُشغلن أنفسهن بها ، للتغلب على أوقات الفراغ ، وغالباً ما يكون ذلك في المجتمعات الأكثر تخلفاً والأقل ثقافة ، فالمرأة تضيق بأسرتها وأولادها ، ولا يعنيها أمر تربيتهم ودراستهم ، ولا تجد متعتها في إعداد طعامٍ تسعد به أسرتها ، ولم تعتَد أن تشغل وقتها بالمفيد من العادات ، فهي لا تقرأ كتاباً ولا ترى في الثقافة ما يُمتعها ، وتضيق بالكتاب إن رأته ، وبحديث الثقافة إن سمعته ، ويُسعدها أن تخرج من بيتها باحثة عن زيارة لجارةٍ أو صديقة ، أو حضور أعراس وحفلات اجتماعية ، وهناك تتبارى النساء بما يلبسن من أحدث الأزياء وبما يتحلّين به من المجوهرات والحلي الثمينة.

ويعتاد الزوج أن يخرج من بيته ليقضي أوقاته مع رفاقه في المقاهي العامة والنوادي الاجتماعية ، ويبحث الأطفال الصغار عن الأسرة فلا يجدون أحداً ، ويخرجون إلى الشوارع للبحث عن صديق لقضاء الوقت والتغلب على الفراغ ..

ولا فراغ في الأسرة ، ودفء الأسرة يجمع شملها ويحبب كلّ فرد فيها بركنه المحبب في بيته ، وليس هناك أجمل من أسرة ينكب فيها الأب على قراءة كتاب مفيدٍ أو متابعة برنامج ثقافي في التلفزيون أو استقبال صديق أو ممارسة رياضة بدنية أو الانشغال بهواية نافعة وممتعة ، وما أجمل امرأة تجد الدفء والجمال والمتعة أن تكون راعية لشؤون أسرتها ، وتُشغل وقتها بما يفيد من الأعمال ، وبما يُتمتع من الاهتمامات ، وأن تتابع باهتمام دراسة أبنائها ، وتشغل فراغها بقراءة كتاب نافع أو ممارسة هواية مفيدة..

والكتاب في البيت هو أهم مظهر حضاريّ في حياة الأسرة ، فالأسرة التي لا تقرأ أو لا تحب القراءة هي أسرة متخلفة وإن ارتدت أجمل الثياب ، والمرأة التي تقضي أوقاتها في الأسواق والزيارات والحفلات هي امرأة فارغة من الداخل وجاهلة ، فالعاقل هو من يستفيد من الوقت فيما يفيده ، ويشارك في الحياة العامة والمناسبات الاجتماعية بالقدر الذي يحتاج إليه ، وبالكيفية التي لا تفقد الأسرة دفء التواصل والترابط العائلي…

( الزيارات : 1٬427 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *