الامساك بمقود نفسك لكيلا تندم

كلمة اليوم
فى لحظة الانفعال والغضب يرى الانسان الاشياء بالصورة التى يريد ان يراها به , لا يهمه اذا كانت تلك الصورة موافقة للحقيقة او مغايرة لها , ففى تلك اللحظة يتوقف العقل عن اداء دوره فى التمييز بين الاشياء , فقد يرى القبيح جميلا والجميل قبيحا, ويرى الضلال صوابا والصواب ضلالا , ما اقسىى ظلم الانسان لنفسه فى لحظة الانفعال , وما اشد شفقة الاخرين عليه وهم يرونه يتخبط فى المواقف ولا يهتدى الى الطريق الصحيح , فيرفض النصيحة ولا ينصت الى الكلمة العاقلة , كم من خطأ ارتكبه صاحبه وهولا يدرى الى اين هو ذاهب فى ليلة اشتد ظلامها وغابت نجومها , وعندما يطلع عليه الفجر وتشرق الشرق يرى ماكان خافيا عليه فى الظلام , ويندم ولا ينفعه الندم ويحزن ولا يفيده الحزن , ويدفع ثمن اخطائه , والعاقل يمسك بزمام نفسه فى لحظات الانفعال ولا ينزلق الى الهاوية ..
معيار التفاضل بين الرجال هو تلك اللحظة التى تمر بالانسان فاما ان يحافظ على توازنه فلا ينزلق , واما ان يفلت المقود من يده ويكون الانسان اسير انفعالات تتحكم فيها الاهواء فيهدم الانسان ما كان قد بناه من شواهق المواقف والاعمال , ما اجمل الحياة وهي تعلم الانسان ما يحسن ان يتعلمه ويحيط به لكي تكون حياته اكثر يسرا وان يكون طريقه معبدا ومنيرا..
وصدق الله العظيم : ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا , ولو شاءالله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ..سورة المائدة

( الزيارات : 819 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *