ما ذنب الابرياء من شعبنا

كلمة اليوم
تعليق مؤثرمن احد الاخوة السوريين الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق حفاظا على حياتهم وحياة اطفالهم , وهم يعيشون فى مخيمات منعزلة كئيبة مذلة بعد ان كانوا كراما اعزة فى بلدهم ..ما اقسى ما يعانى منه اهلنا الذين اخرجوا من غبر ارادة منهم , وما اقسى حياة من صبروا ولم يتمكنوا من الخروج وعاشوا فى خوف ورعب وجوع ..ما اقسى حياة اهلنا فى سوريا وما اقسى الثمن الذى دفعه المواطن الاعزل المستضعف فى المدن والارياف الذى لا ذنب له ولا راي له ولم يستشر فى امر من اموره , وهو صاحب الحق وهوالمؤتمن على بلده وكرامته فاصبح غريبا مشردا مستذلا مطاردا ينظر الجميع اليه باشفاق وينظرون اليه بحزن ثم يتابع الجميع مسيرتهم الى بيوتهم امنين مستقرين باسمين ويبقى ذلك المواطن وحيدا فى العراء فى ارض لا امن فيها ولاماء , ينظرمن بعيد الى قادم يمد له يد العون وياخذ بيده الى بر الامان ويخيب ظنه , ويتابع الموكب مسيرته لا يلتفت يمنة ولا يسرة الى من يقف على جوانب الطريق ممن ألقت بهم الامواج الصاحبة الى الشواطئ المنعزلة..
كلنا نحزن وكلنا نتالم وكلنا نعيش المحنة الانسانية الاقسى فى تاريخ الانسان , لا نملك الا الكلمة المواسية الصادقة الناصحة الرحيمة التى تشعرذلك المواطن بالمؤازرة والتشجيع لتحمل الالام ومشاعر الياس , ليس لدينا ما نفعله لاجل ذلك ذلك المواطن الا ان ندين كل اعتداء عليه , لا نملك ان نخاطب احدا ممن يعتدى على المواطن فى ظل واقع من الفوضى والتغالب والاحقاد المتبادلة وتدمير الانسان , لا احد ينصت للكلمة العاقلة والناصحة , ولا احد يتالم و يحزن , والكل يعتقد انه يفعل الصواب ولا صواب مع اذلال الانسان والعدوان عليه ولو خافوا الله والتزموا بامره وهديه لما كانوا اداة للشر والاثم والعدوان ..ما بال هؤلاء القوم من كل الاطراف المتصارعة قد قست قلوبهم وغفلوا عن الله وارتكبوا ابشع الجرائم بحق الابرياء ..لك الله ايها المواطن الاعزل فلن يتخلى الله عنك ابدا والله ناصرك لامحالة , وقساة القلوب لا مكان لهم فى القلوب …سنكون الى جانب هذا المواطن الاعزل المستضعف المشرد , وسوف نرفع صوتنا منددين بكل من يعتدى عليه او يذلّه او يخيفه ..العنف ليس هو الطريق الصحيح لحل المشكلات , والقتل ليس هو الاسلوب الذى يعامل به المواطن ..طغيان القوة لا يدوم , ومن اذل شعبنا وغرر به وتخلى عنه فى محنته لامكان له عند الله ولا مقعد له فى مجالس الصالحين .. ومهمتنا ن نتعاون على البر والتقوى لحماية الانسان والدفاع عنه ولو بالكلمة المؤازرة والا نتعاون على الاثم والعدوان الذى يظلم به الابرياء فلا اثم اشد من العدوان على الانسان المستضعف الذى خدعوه وانهكوه واستغلوه لكي يكون الضحية وكبش الفداء لاطماع الطامعين واحقاد الحاقدين , وتقوى الله شرط للفلاح واقول للجميع اتقوا الله فى الابرياء والضعفاء لعلكم تفلحون ..

( الزيارات : 788 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *