الانانية.. مرض بعزل صاحبه

كلمة اليوم
اسوأ صفة فى الانسان هي صفة الانانية..
انت موجود وغيرك غير موجود..كل شيء لك ولا شيء لغيرك..تبحث عن مصلحتك الشخصية ولو على حساب كل الاخرين..المهم فى النهاية ان تكسب كل شيء ولوخسر غيرك كل شيء..
معادلة خاطئة وغير ممكنة وغير عادلة ..لو فكر كل انسان بنفسه لاشتدت الصراعات والمنافسات والنزاعات..لان ما تفكر فيه لنفسك فغيرك يفكر فيه لنفسه , كيف يمكنك ان تطالب الاخر بشيء انت لا تتنازل عنه لصالح الاخر..
الاخر الذى تريد ان تتجاهله يملك من الحقوق ماتملك, ويملك من المشاعر ما تملك, ويفكر فى نفسه وفى مصالحه كما تفكر انت ..ان اعتقدت انك تفهم اكثر منه فهذا غباء منك, وان تصورت انك اذكى منه فهذا قصور فى التفكير..
انانيتك سوف ينكشف امرها منذ الخطوة الاولى وسوف يعاملك الاخر بمثل ما انت تعامله به ..تبادل العطاء امر مهم فى العلاقات الانسانية..لا احد يعطسك شيئا انت لا تعطيه اياه..ان امسكت عن العطاء سيمسك الاخر عن العطاء..
اخرج ايها الانسان من انانيتك وابحث عن الاخر وكن معه ان اردت ان يكون معك..ولا تطالبه بشيء انت لا تقوم به لاجله..
الاناني سوف يجد نفسه وحيدا منعزلا مذموما مكروها..من حقك ان تحمى مصالحك ولكن ليس من حقك ان تتجاهل مصالح الاخرين..الكل سيدافع عن مصالحه كما تفعل انت..العطاء بالعطاء والتضحية بالتضحية والمحبة بالمحبة واحترام حقوق الاخرلك باحترامك لحقوقه ..
اياك ان تكون انانيا لانك ستدفع ثمن انانيتك اذا سقطت فلن تجد من يقف الى جانبك..فكر جيدا فيما تختاره لنفسك..
الانانية مرض نفسى قد يغلب صاحبه وقد يسيطر عليه وقد يجعله معزولا ومكروها, وهوناتج عن تربية خاطئة فى الطفولة او مزاج خاطئ فى النفس , وتكبر الانانية اذا وجد الانانى من يرضخ له ..
الدين يعلمنا ان نحب الاخرين وان نشعر بهم وان نعطيهم اكثر مما ناخذ منهم وان نعمل لله وفى سبيل الله, والا نرجو من الاخر اجرا فمن عمل لله اعطى لله , وهذا هو معنى الاحسان وهو ان يقف القوي الى جانب الضعيف فى محنته وان يفكر فيه, فهذا عمل اخلاقى مدخر عند الله..وهذه هي اخلاقيات المسلم وهذه هي العبادة الحقة التى تؤثر فيها الاخر على نفسك ولو جرت على نفسك فى سبيل اسعاد الاخرين..

( الزيارات : 1٬266 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *