الانسان كمخاطب

كلمات مضيئة.. الانسان كمخاطب

كنت اري الاسلام كرسالة سماوية شمولية لاجل الانسان لكي ينتقل بها من الانسان الذى تقوده غريزته   الى مرتبة الانسانية المستخلفة على الحياة بما تملكه من قدرات انفرد بها عن غيره من المخلوقات الاخرى التى لاتملك ما يملكه ذلك الانسان من القوى المسخرة له لكي يختار ويقرر , الرسالة الالهية تخاطب ذلك الانسان  فى كل مكان وفى كل زمان  وتوجهه وتجعله فى موطن المسؤولية امام الله تعالى  وتدله علي الطريق الافضل له. لاجل هدايته. الي ذلك الطريق الذي يقوده. الي كمال حياته وتحقيق ذاتيته. التي تعبر. عن مرتبته الانسانية كمخاطب من الله ومستخلف علي الحياة لكي يسهم في استمرارها والحفاظ عليها ، كنت ارى الاسلام في تلك المنهجية المستمدة من روحية الاسلام الكلية فى نصوصه المقدسة التى اوحي الله بها الى رسوله لكي يبينها للناس بما يحقق المراد منها ، والتي يجب. ان تفهم في كل عصر بما يحقق تلك الروحية المرادة التي ارادها الله منهجا. لكل عباده   ، ولا احد من خلق الله خارج رعايته ورحمته وهو الغفور الرحيم. واحب الناس الى الله  اكثرهم احتراما لعباده والتزاما بمنهجه ، كنت اجد الاسلام كمنهج يعتمد علي اركان اساسية وتطبق تلك الاركان في كل عصر بالكيفية التي يراها ذلك المجتمع الذي خوطب بها بكل ما. يضمن احترامها. لانها المرادة من الله. بما يحقق العدالة. في الحقوق. والتكافل. الانساني للدفاع عن الحياة لاجل استمرارها في ظل ذلك التدافع الغربزي الذي يخضع. لرقابة. عقلية. محكمة. هادية ينميها ويغذيها. ذلك الشعور الايماني المستمد من. الايمان بالله الواحد الاحد الذي لا شريك له الذي يحرك هذا الوجود بحكمة. من خلال ذلك التوازن العادل. بين القدرات. المسخرة لذلك الانسان ، وكنت اري الوجود كله من زاوية تلك الرؤية الايمانية التي تري في ذلك الكون. بكل ما فيه ومن فيه ذلك السر.المعبر عن ذلك النور  الذي. يسري. في الكون ويمنح الحياة  صفة الحياة والحركة من خلال ذلك التنوع في الخلق والتعدد الدال علي عظمة. الابداع فيه ، وكنت اتأمل في الكون فاجد فيه. السر الالهي الذي يحرك ذلك الوجود بكل ما فيه ومن فيه  من منطلق الوحدة الوجودية.التى ارادها الله  لكي تكون هي مصدر الحركة والحياة والبداية والنهاية. ، وكنت اري الرسالة الالهية واحدة وتتجدد باستمرار في تجدد خطابها.لكل الاجيال. . وهي  تخاطب ذلك الانسان المتغير من خلال ذلك التعاقب الابدي بما. يدله الى الطريق  ويهديه الي سواء السبيل. ، رسالة الدين وا حدة وان تعدد المكلفون المؤتمنون علي تبليغها من الانبياء وخاتم الانبياء  هورسول الله صلى الله عليه وسلم الذى  كلفه الله ببيان ما انزل عليه من ربه ، ورسالة الاسلام تتلخص بكلمة واحدة ,  وهي الايمان بالله والعمل الصالح. ، وهذاهو المنهج الذى يحبه الله ، ومن خالفه فهو في خسر ، محنة الانسان. انه بسبب ما يملكه من غرائز فطرية تحكمت فيه. اخضع تلك المفاهيم. الكلية لمصالحه الدنيوية المتجددة  والتي. تتحكم فيها. غريزته. الشهوانية التي تدفعه للطمع من منطلق الانانية الفردية وغريزته الغضبية التي تدفعه للحقد والعدوان ، محنة ذلك الانسان. في جهله بما خلق له وما هو مستخلف عليه ، ولا بد من فهم تلك الوحدة الوجودية من خلال ذلك التكامل في كل شيئ والتسخير المتبادل المعبر عن الاعجاز الكوني لاجل كمال الحياة ، الانسان هو المخاطب بامر الله , وهو المستخلف والمؤتمن ، ويجب الا يغيب ذلك الانسان عن الحياة، لا احد هو نسخةعن غيره اونابع له ولا وصاية لجيل على جيل ، وليس هناكً اي جيل لا يملك. ما كان يملكه الجيل السابق له من القدرات .  والتكليف , لا احد من المخاطبين بامر الله لا يملك كل مقومات الفهم لما خوطب به بفطرته الايمانية ، لا تقليد ولا تعطيل لاداة الفهم , وهو العقل بادوات الفهم التى تجعله مكلفا ، و كل مكلف مخاطب بما كلف به ان يحسن فهم ما خوطب به من الامر الالهي بقدر طاقته وبحسب استعداده للفهم وبما يملك فهمه من الاسباب ، اصول الخطاب المرادة واحدة. والفروع متجددة ولكل مخاطب. الحق في الفهم. بما يترجح له انه الحق والصواب وبما تتحققق به تلك الروحية ، مهمة الانبياء التبليغ. والهداية والارشاد عن الله فيما اراد ويطاعون فى ذلك ، وهم مبلغون. عن الله ومؤتمنون علي ذلك ان يكون كما اراده الله ، ما كان من امر الخلق والوجود فهو من امر الله فلا يجوز الخوض فيه. الا بعلم يملك صاحبه اسبابه من غير ادعاء له وخوض فيه بغير علم ، وما كان من امر التكليف فالمخاطب مكلف ان يعمل بما يترجح له انه الحق وبه الصواب الذى يحقق مصالح العباد  ، وما ترجح للمكلكلف انه الحق فهو الحق بالنسبة له الي ان يترجح له غيره. ، ولكل اختصاصه  الذى يرجع له فيه , والعلم. نسبي ، ويكفي فيه ان يكون راجحا في نظر المخاطب به للتعبير عن التعدد في الخلق ، ومن الجهل ان يتجه الاهتمام. الي الفروع بعيدا عن اصولها. في رحلة التوغل فيما لا يفيد من الاهتمامات. التي لاتثمر شيئا. ولا تضيف وهذا مانراه فى عصر الجمود  من تعطيل للعقل عن القيام بمهمته كمخاطب  من الله بما يجد فيه صلاح الحياة ، ولا بد من توجيه الاهتمام الي المقاصد الكلية. التي يراد بها استقامة الحياة واستمرارها. بالروحية التي ارادها الله ، وهي. الحفاظ علي الحياة نفسها باسبابها ، الاسلام. كمنهج لاجل استقامة الحياة. من منطلق الهداية الالهية للبحث عن الكمال. في السلوك الانساني ، وقوامه الايمان بالله وحده ولا احد مع الله. وهو الذي يستحق العبادة. والطاعة ، وهذا هو عمود. الدين الاول ، والامر الثاني هو الانسان. وما يراد له من الحقوق لكي تكون به الحياة ، والشرط الاهم فيها ان توزع تلك الحقوق بطريقة عادلة تحترم فيها اسباب الحياة لكل عياد الله من غير تفاضل فيما كان من الحقوق ، ومن ذلك الاصل تتفرع الاحكام التفصيلية وتبني علي ذلك الاصل، واهم اصل هو الحق في الحياة بكل اسبابها لكل عباد الله ، وكل فرع خالف الاصل فلا يعتد به ، وكل حكم. فرعي لا يحترم هذا الحق في الحياة فلا يعتد به ايضا ، القادر يحمل العاجز لاجل الحياة فى كل الامور على سبيل الوجوب الكفائى   ، القادر بعمل. والعاجز بحمل تكافلا. ، كحق من الحقوق وما ارتبطت الحياة به من الضروريات فلا يمنع عمن يحتاجه لاجل الحياة , واهمه الغذاء وكلً ما هو ضروري لاجل الحياة من اسبابها المعاشية ،وما يهدد الحياة فهو من الظلم الاجتماعي المؤدي الي الفساد في الارض ، وأسوأ. اشكال الفساد في الارض الذي حرمه الله هو اكل اموال الناس بالباطل. في الكسب الذي لا شرعية له. والذي يعتمد علي استغلال الضعيف واذلاله. وتخويفه عن طريق القوة ، واسوأ  نراث الانسانية ظاهرة الحرب العدوانية. وانتاج السلاح والاتجار به ، وهو ابشع صور الفساد فى الارض وما استقام امر مجتمع كانت الحرب طريقه لما كان طامعا فيه ، والجهاد الحق هو دفاع عن الحياة ضد اعداء الحياة من كل طغاة الارض ، والطغيان لا هوية له ، ويقاوم. ، ولا اجد الجهاد في العدوان ولا فى العنف لان الله حرم الظلم  علي عباده ، لقد خلق الله العقل في الانسان لكي يكونً مخاطبا بامر الله , وهو اداة الفهم. بشرط ان يتحرر من سلطة الغريزة عليه ، ويجب تغذية العقل بامرين بالمعرفة الناتجة عن. التجربة. العلمية. والاعداد الذاتي والامر الثاني ، عن طريق التغذية الايمانية والروحية التي ترتقي بمستوي العقل من اداة. تمييز الي قوة. فاعلة مؤتمنة. تأنس بالفضيلة وتخجل من الرذيلة ، وكنت اجد في روحية الاسلام تلك المعاني الراقية المعبرة عن مرتبة الانسانية المتحررة من البهيمية. بفضل. ذلك البعد الروحي الذي يحرر الانسان وبجعله في موطن. الاستخلاف في الارض

 

( الزيارات : 392 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *