الانسان مؤتمن على ما ينفعه

كلمات مضيئة..الانسان مؤتمن على ما ينفعه

من طبيعة المجتمعات انها ترفض كل جديد , وتضيق به, احيانا تخشى منه ان يغير ما هي عليه , احيانا ترفضه باسم الدين او الاخلاق , وهذا هو الاغلب , ولا يعنى انه ضد الدين والاخلاق , ثم تتقبله بعد فترة من الزمن عندما تجد اهميته , وهنا نتساءل كيف لنا ان نثق بما نحن عليه , والى اين نحن سائرون , لكل مجتمع خصوصياته وموازينه ومصالحه , وهو اعرف بما يصلحه , الدين لا يمنع الانسان مما يجده نافعا له , عندما نثق بعقولنا نحتكم اليها , التغيير ليس سيئا ابدا , المجتمع يتقدم لمزيد من الحريات فى افكاره , العبودية لم تعد مقبولة , وهناك الكثير من اثارها ما زال قائما ومقبولا , عندما اتسعت رؤية الانسان لما حوله كان اكثر فهما للحياة , الدين ليس قيدا على حركة التغيير , هناك الكثير مما ينسب الى الدين لا يعتبر من الدين , الدين رسالة الهية مقدسة وسارية فى الكون ولا تتوقف , غايتها هداية الانسان الى الطريق الذى يحبه الله من عباده , ان يؤمنوا به ولا يشركوا بحكمه احدا , وان يكونوا صالحين ومحسنين لا يظلمون ولا يعتدون , ويحترمون حقوق كل الاخرين , وامرهم شورى بينهم , وكل ما اختاروه لانفسهم ورأوا فيه العدل والاحسان فهو حق ويحترم لانه يحقق لهم مصالحهم , من حق كل جيل ان يختار نظمه ويحقق مصالحه ويضع لنفسه معاييره , الانسان مخاطب ومؤتمن , وهوحر فيما يختار , من احسن فله اجره , ومن اساء فعليه وزره , النظم الوضعية ترتقى وتنحدر , ماكان يحقق مصالح العباد فهو مطلوب والدين يؤيده , وما ادى الى مفسدة فالدين يحرمه , معايير المصالح والمفاسد متجدد , والعقل مخاطب والمجتمع مؤتمن , لا ينسب للدين ماليس منه , كل الانظمة من اختيار الانسان وهي ثمرة لما هو عليه , الدين رسالة هداية , وحق الله على عباده ان يكونوا  مؤمنين وصالحين , والانسان هو المؤتمن , لا احد اولى بالحق من احد , ولا وصاية لانسان على اخر , ولا اكراه فى الدين , ولا احد يدعى الوصاية على غيره باسم الدين ولو كان صالحا وتقيا , ولا قداسة لا فراد باسم الدين , كل ماتجاوز اوامر الله لعباده فهو من شان الانسان وعليه ان يختار الافضل له , والعقل هو اداة الفهم , لا احد خارج المساءلة النقدية , لا تفاضل الا بالعمل الصالح , ولا احد اقرب الى الله من احد الا بعمله , والعدالة بين العباد واجبة وهي حق , كل احد يملك كامل الحقوق الانسانية , لا حاكم ولا محكوم , هناك مسؤوليات تفويضية تتم بارادة , ولا سلطة بغير تفويض , اغتصاب السلطة كاغتصاب المال , لا شرعية له , لا اذعان فى حق , اذلال المستضعفين ظلم يحرمه الدين , كل ما ارتبط بالامور التنظيمية كالدولة وتوزيع الاموال والمعاملات والقوانين فهو من امر الانسان , والعقول تختار ما تراه صالحا لها , قوانين البشر تتحكم فيهم , حق الله على عباده الا يتظالموا وان يتراحموا , وكل الاعراف الاجتماعية التى اختارها الانسان تخضع لمعيار الخير والشر والمصالح والمفاسد , ماكان صالحا اخذ به وما كان فاسدا يجب تركه , لا احد يبرر فعله باسم الدين , والدين يفهم من كلياته ومقاصده وغاياته , الرحمة الالهية لكل الخلق من الصالحين والمذنبين والمؤمنين والكا فرين , لا ظلم بين العباد , ولا سلطان لاحد على احد الا بالحق , المغالبات بين الناس تتحكم فيها معايير العدل والظلم , فما كان عدلا فهو من الحق , والعدوان مرفوض ومذموم , الصالحون لا يعتدون والتقاة لا يظلمون فمن اعتدى وظلم فليس من التقاة وليس من الصالحين , وما تؤمن به العامة من الاعراف والعادات الدينية ينظر فيها فما له اصل يؤخذ به , وما كان من اثار المجتمعات مما هو من المصالح والاهواء فلا يعتد به وهو الغالب ومنه ما هو ساذج الدلالة واضح البطلان لا اصل له فى الدين ولا يحقق  هدفا من اهدافه وهو وليد الجهل والتخلف والغفلة عن الله تعالى  , وينسب لاصحابه حسنا او سيئا , ولا ينسب الى الدين ما يسيء لصورة الدين من افعال العوام ممن تحمم فيهم جهلهم .ز

تلك هي تاملات سريعة سجلتها على عجل , وهي لا تختلف عما اسجله فى العادة فى اوقات الفراغ من الخواطر الشخصية , اعبر فيها عن بعض ما اراه , وفى كل ما اراه لا ادعى اننى على حق وصواب , اسهام العقول تختلف قيمته , يكفينا من كل ما نكتب ان نضيف فكرة واحدة قد تكون مفيدة ومثمرة .

( الزيارات : 718 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *