الانسان والانسانية

الانسان والانسانية

الانسان كجنس من عالم الحيوان ليس هو انسان المرتبة الانسانية المؤتمنة على الحياة ، الانسان كبشر يملك ما يملكه كل حيوان من الغرائزالفطرية  التي يحتاجها الجنس البشرى لكمال وجوده البدني فيما تحتاجه الابدان ، والحيوان يملك الغريزة التي يحتاج اليها وهي التى تقوده الى ما يحتاج اليه مما هو ضرورى له ، وهي غريزة حب البقاء التي تضمنها القوة الشهوانية التي يبحث بها عن اسباب بقائه وايستمرار ه , الشهوة الى الطعام لاجل البقاء والشهوة الجنسية التي تضمن التعاقب ، ويملك ادوات ذلك من الحواس التي يملكها الحيوان ايضا والتى ترشده الى ما يحتاجه ، الانسان البدائي كان يملك قوته الغريزية التي حافظ بها على وجوده وحياته ، الانسان البدائي كان يمارس حربته المطلقة في البحث عن حاجاته ، هذه هي الحرية المطلقة التي يملكها الانسان البدائي والحيوان بنفس الرغبة ، حرية بلا قيود ولا ضوابط  ولا معايير ولا محرمات ، هذا هو لانسان الاول البدائي قبل التكليف  ، يفعل ما يشاء ، ويتحرك غريزيا بلا ضوابط ولا محرمات ، القوي يغالب الضعيف ويأخذ منه طعامه رغما عنه  لكي يأكله  ويترك له الباقى بعد اشباع حاجته ، وهذا هو عالم الحيوان , لا تكليف فيه ولا مسؤولية ولا حساب ، القوي يغالب الضعيف وينتصر عليه , حياة بلا رحمة وانانية بلا حدود ، وهذه هي شربعة الغاب الاولى ، الحيوان يملك العقل الذي يهديه الى طعامه , ويقوده الى ما يحتاجه ، كانت هناك حرية بلا مفهوم للحق ، فكرة الحق فكرة  متقدمة بفضل الرسالات السماوية التي قاومت الطغيان في الارض والعدوانبة والحرب العبثية ضد المستضعفين لاستعبادهم والاستيلاء على ما يملكون عن طريق القوة ، هذا هو العصر الغريزي الاول ،عصر الحرية المطلقة بغير حدود ، وما زال الانسان يحن الى ذلك العصر تحت شعار الحرية الفردية  ، ويخترع ادوات الحرب لكى  يخيف بها كل المستضعفين ممن لا خيار لهم ، وهذا هو منهج الاستيلاء على السلطة من الانظمة التي ما زالت تعيش بعقلية العصور البدائية والمغالبة على المكاسب ، وتتطور الحياة بفضل التجربة الانسانية لكي ترتقي بالعقل نحو افق اسمى تكتشف بها انسانية  المعرفة بالحياة ، وكانت فكرة الايمان بالله هي اول خطوة لتجريد الانسان القوي من القدسية , وتحريره من العبودية لغير الله ، وهذه هي العقلانية الاولى التي تحررت من الجهل والتبعية بفضل رسالة الدين الاولى لتحرير الانسان من العبودية لغير الله وومقاومة   طغيان الاقوياء ، واستطاع الطغاة ان يتحكموا في توجيه رسالة الله الهادية لكي تكون اداة بيدهم عن طريق التحكم في رجال الكنيسة الذين تحالفوا مع الطغاة من الاباطرة كما هو فى التاريخ  ، الكنيسة ليست هي الرسالة الالهية ولا تمثلها فى المواقف ، واصبحت الكنيسة تمثل الطغيان الغريزي وتبرره باسم الدين  والكنيسة ، وبدأت العقلانية الجديدة ضد الكنيسة كسلطة تبرر الطغيان ، وتظل رسالة الله لكل عباده وهي ضد الطغيان فى كل عصر ، واطلق لفظ عصر التنويرعلى المنهج العقلاني الرافض لسلطة الكنيسة وقداسة قراراتها ضد المناهضين لذلك الطغيان باسم الدين ، واصبحت العقلانية هي الطغيان الجديد لتبرير هيمنة القوي على الضعيف والاستيلاء على حقوقه تحت شعار العلم والحضارة والتمدن والحرية الفردية ، ما زال الطغيان كما كان في الماضي وارسخ منه باسم الحرية والعدالة  , وترسخت الطبقية الاجتماعية وكبر الكبار بتلك الحرية التى مكنتهم من الاستغلال والاحتكار باسم المنافسة , لا منافسة بين قوى وضعبف ولا بين فارس وراجل ، عقلانية اليوم تعبد الانسان الى العصر الغريزي تحت شعار الحرية والارادة والفلسفة الوجودية والمادية التي تكرس الانانية والحرية الفردية والحق في استغلال القوي للضعيف باسم العدالة واحترام الانسان ، ومن الذي سيحمي المستضعفين من طغاة الارض من الافراد والدول والنظم والشرعية الدوليةً المحكومة  التي يتحكم فيها طغاة الارض من النظم التي تستنزف ثروات الشعوب المستضعفة باسم الديون وصفقات السلاح وحماية الدول والنظم القائمة ، رسالة الله واحدة ،تخاطب العقل المتحرر من سلطة الغريزة لكي يكون بفضل رسالة الله الهادية له اكثر تحررا من غريزته واطماعه واحقاده لكي يكون اكثر رحمة بالعباد واحتراما للحياة  ، هذه هي مرتبة الانسانية الىؤتمنة علي الحياة ان تكون اقل انانية وقسوة واكثر تكافلا وتراحما للدفاع عن الحياة لكل عباد الله ، لا احد من عباد الله خارج رحمته المطلقة بكل عباده من كل الاقوام والانتماءات والتعدديات المختلفة ، ورحمة الله وسعت كل شيء ، ومعيار التفاضل الوحيد هو العمل الصالح الذي يسهم في اصلاح الحياة باحترام الحق فى الحياة لكل المستضعفين فى الارض من كل الاجناس والاديان والمذاهب  من منطلق الحق فى الحياة الذى ضمنه الله لكل عباده ولو فى اقصى الارض ، مرتبة الانسانية هي المستخلفة على الحياة بما تملكه من الخصوصيات الانسانية كالرحمة والمحبة والرغبة فى التعايش بين الشعوب واحترام الحياة بكل اسبابها لكل من هوشريك في هذه الحياة ، لا احد يتجاوز حدوده فيما يملك من هذه الا رض ، حياة انسانية لا سفه فيها ولا ظلم لمستضعف ولا عدوان على شيئ مما خلقه الله لكمال الحياة بما فيها ولو بقطع شجرة ظلما او قتل دابةً عدوانا او افساد للطبيعة بتلويث متعمد من الاشرار الذين يمتحن الاخيار بهم في هذه الحياة ، اعداء الحياة هم اعداء الله في كل عصر ومجتمع ، وهم الذين يفسدون في هذه الحياة ، مرتبة الانسانية تعني سمو الانسان ورقي فهمه للحياة كعطاء من الله تعالى لكل من في الارض وما فيها من ذلك التنوع المعبر عن الحياة ، مرتبة الانسانية هي مرتبة الحق في الحياة من الاحياء والحق في الوجود لكل ما هو موجود ، هذا ما كنت افهمه من رسالة الله عندما كنت انصت لكلام الله وهو يخاطب الانسان لما يحييه وينهض به ، ولكل مخاطب خطابه الذي يخصه ويفهمه بالكيفية التي يصل به ذلك الخطاب اليه، ومن السذاجة ان نفتر ض ان الانسان هو كل مافي الكون والكون يدور حوله ، والوجود  هو ما يدركه العقل منه ، ولا يتجاوز هذا الادراك حجم ما تدركه العين من الابصار المحكوم بالقصور عن رؤية الحقيقة المطلقة التي لا سبيل اليها لانها خارج الادراك العقلي المحكوم بالاسباب .

أسفل النموذج

 

( الزيارات : 422 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *