الانسان وميزان الصواب والخطأ

كلمة اليوم
قلة من الناس لا يخطؤون بسبب ما اكرمهم الله من عقل يقودهم الى الصواب وحسن الاختيار والقرار , وكثرة منهم يخطؤون ..وهم قسمان :
الاول: يتعلم من الخطا الا يخطئ ثانية وهؤلاء يستفيدون من تجربتهم ويستيقظون من غفوتهم فى الوقت المناسب , ومن يستفيد من تجربته فلابد الا ان يتقدم الى الامام , ويتعلم الا يخطئ ثانية , وهذا منهج العقلاء الذين يستفيدون من الحياة وتجارب الايام , وكلما كان الثمن غاليا كانت اليقظة اكبر والفائدة اوسع , ومعظم الناجحين تعلموا من الخطأ الاول الا يخطؤوا ثانية ابدا, وان يكونوا اكثر حذرا وتفكيرا فىما يختارون لانفسهم , فلا شيء يحصل عليه الانسان بغير ثمن , والمهم الا يكون الثمن غاليا ومكلفا وان يكون اصلاح الخطأ فى الوقت المناسب حيث ينفع الاصلاح قبل فوات الاوان لكي يتمكن الانسان من اجتياز محنته والتغلب على ازمته …
النانى : لا يتعلم من الخطأ ويكرر الخطأ نفسه بعد فترة قصيرة او طويلة , معتقدا انه لن يقع فى الخطأ ثانية او انه سيكون اكثر ذكاءا وقدرة على تخطى العقبات والازمات والصعوبات , وفى معظم الاحيان يسقط فى نفس الحفرة التى سقط فيها فى المرة السابقة او فى خفرة اكثر منها عمقا واشد ظلمة فيندم حيث لا ينفعه الندم ويكون الثمن غاليا , احيانا يجد من يخرجه من تلك الحفرة واحيانا يمكث فى تلك الحفرة طويلا طويلا و ويندم ولا ينفعه الندم وينادى ويستغيث ولا يسمعه احد فى ظلمة الليل وضجيج الايام , ولا يبقى لديه سوى ذكريات الماضى الذى لن يعود .
ما اشد حزن هؤلاء بعد ان يدفعوا الثمن غاليا , ولا عذر للانسان فيما اخطأ فيه بسوء قراره وفساد اختياره , فالله تعالى قد اكرم الانسان بعقل يمكنه ان ينير للانسان دروب الحياة وان يمكنه من الاختيار الصحيح..
كم من رجال كانوا اغنياء ففقدوا كل ما يملكون بسبب خطأ ارتكبوه فى تجارة او مغامرة او قفزة فى الهواء ظنوها موصلة لهم الى الاعلى فسقطوا على الارض وقد تناثرت اشلاؤهم, وكم من زوجية انهارت بسبب خطأ ارتكبه زوج او زوجة فى لحظة غاضبة او فى غفوة سيطرت الاهواء فيها عليهم فاخذتهم بغتة وهم ينظرون , بعيدا عن جادة الصواب والقت بهم فى زاوية مظلمة منسية فلم يتمكنوا من الافلات منها فكانوا اشقياء بما دفعوه من ثمن لما ارتكبوه من اخطاء , وكم من اسرة كانت امنة منعمة مستقرة ياتيها رزقها رغدا من غير جهد اوتعب فكفرت بنعمة ربها فانقلب نهارها ليلا وامنها خوفا ..
ما اقسى حياة الانسان وهو يندفع فى لحظة سيطرة الاهواء عليه الى عابث بمصيره مستهتر بما اكرمه الله من صحة فى الابدان وسعة فى الارزاق فيسير بقدميه مختارا الى شقاء لم يكن يتوقعه ومصير لم يكن ينتظره ..
ما اروع الانسان وهو يحتكم الى عقل يضيء به ما حوله من ظلمات اكرمه الله به لكي يميز به بين الحق والباطل ويعرف به ما ينفعه وما يضره..

( الزيارات : 799 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *