سلامة التمييز مرتبط بطهارة النفس

كلمة اليوم
عندما اراد الله تعالى ان يعمر الارض بالحياة خلق الانسان والحيوان والنبات والجماد , والحياة فى الارض هي مما يميز الارض عن غيرها من الكواكب التى لم يتوصل العلم بعد الى اكتشاف الحياة فيها , مازال العلم قاصرا عن اكتشاف خصوصيات الكواكب الاخرى , وهي تملك خصائص تختلف عن خصائص الارض من حيث توفرامكانات لا تملكها الارض ..
اراد الله تعالى ان يكون الانسان هو خليفته فى الارض وهو المؤتمن على استمرار الحياة فيها , وسخر كل شيء للانسان , وسخر الانسان لعمارة الارض والعناية بما فيها وبمن فيها , ولا يمكن لمن اكرمه الله بهذه الامانة الا ان يكون مؤهلا لحمل الامانة بقوة ينفرد بها الانسان عن كل الحيوانات هي قوة التمييز وقوة الفكر وقوة الفهم والاختيار , ولا يمكن للنفس الانسانية ان تحسن الفهم الا بسلامة قوة التمييز فيها , و تتميز القوة العقلية بسلامة الفطرة وصفاء النفس ونقاء القلب , فاذا سيطرت الغرائز على الانسان كما هو الشأن فى سائر الحيوانات فسدت قوة التمييز وتوقف العقل عن امداد الانسان بالنور الذى يضيء له طريقه ويقوده الى غايته المرجوة ..
لا تستقيم خلافة الله للانسان الا اذا كان مميزا بنور ينير طريقه ويعبد له دروبه الوعرة التى يمكن للعقل ان يميز فيها بين الحق والباطل فى المواقف وبين الصواب والخطا فى الاختيارات وبين الفعل الحسن والفعل القبيح فيما يصادف الانسان فى حياته من عقبات وازمات ..
ما ابعد الانسان عن الانسان اذا فقد ذلك الانسان ما اكرمه الله به من حسن التمييز وسداد القرار , وسمو العاطفة ورقي المنهج الذى يختاره فى ازماته ومحنه لكي يعبر بسلوكه عن رقي الانسان وجدارته بالتكريم الالهي له , فالانسان لا يظلم وان كان قويا , ولا يعتدى على اخر ولوكان ذلك الاخر ضعيفا , ولا يقتل اخا له هو شريك له فى ملكية هذه الارض ولا يخيفه ولا يسعى فى فسادالحياة ولا يسهم فى محنة الانسان ..
ما ابعد الظالمين عن الطريق الذى يقود الى الله , وما اقسى قلوب الجائرين المعتدين , لا شيء فى الحياة يبرر العدوان على الانسان ولا ترويعه ولا تخويفه , فمن فعل ذلك فهو يحارب الله فى عدوانه على خلق الله , والخلق حيثما كانوا فهم عيال الله واحبهم الى الله واقربهم اليه اكثرهم التزاما بتعاليمه وطاعة له وقياما بالعمل الصالح الذي يحبه الله وهو الطريق الوحيد الذى يقود صاحبه الى الجنة , ولا يدخل الجنة من كان فى ذمته حق لمظلوم ولوكان ذلك المظلوم غافلا عن الله , لان الله تعالى لا يحب الظالمين ولا المعتدين ولا المفسدين ..

( الزيارات : 1٬340 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *